الاثنين، 21 يوليو 2008



انتفاضة ريحانا

كثيرة هي المهرجانات التي أقيمت لياليها الملاح في فضاءات العديد من المدن المغربية ولا زالت ستقام في ظل هذا الجو الصيفي الحماسي الذي يحب فيه المواطن المغربي تكسير الروتين والبحث عن أجواء للمتعة والترفيه تنسيه تعب الدراسة وتعب العمل.
غير أن القاسم المشترك في هذه التظاهرات الفنية التي تواكب فصل الصيف بحرارته وسخونة جوه، هو التركيز على الفنانين العالميين والإستغناء عن الفنانين المغاربة الذي على ما يظهر ان صيفهم هذا العام بارد نسبيا ، في المقابل الجو عرف حرارة مفرطة كادت أن تشعل فتيل تظاهرة شعبية ليس بسبب غلاء أسعار النفط أو أسعار المواد الغدائية ولا بسبب الفقر والبطالة، ولكن بسبب نجمة سمراء تدعى ريحانا صدرتها لنا القارة الأمريكية، ليس مجانا ولكن في مقابل مبلغ مالي لثقل وزنه لم تستطع النجمة الصاعدة النطق به .هذه الفنانة التي قال عنها البعض أنها ستفسد عشب المركب الرياضي محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء الذي أحيت فيه حفلها البهيج الذي حضره حشد غفير من المغاربة، الذين حجوا إلى المركب الرياضي ليشاهدوا الطلة البهية للنجمة السمراء التي لم ترد الإفصاح عن المبلغ الذي تقاضته لكي تحيي الحفل في المغرب، ربما لكي لا تخلق البلبلة التي ستصبح حديث كل وسائل الإعلام. والأكيد بأن ممولين هذا الحفل وهما اتصالات المغرب والضحى لم يهمهم المبلغ الكبير الذي دفع لجلب هذه الراقصة الغربية، ماداموا سيستعيدوا أضعافه . والدليل هو الحضور اللافت الذي انكب لمشاهدة خلاعة ريحانا والتذاكر الذي بيعت والتي تراوح ثمنها بين 1000 درهم و500 درهم، في الوقت الذي تعيش فيه الأسر المغربية آفات اجتماعية خطيرة فأي فقر نتحدث عنه ، فإذا كان المواطن المغربي قادر على أن يدفع من جيبه مبالغ كهذه لكي يشاهد فنان زبدة غنائه هي تصدير أفكار ومدمرات لإفساد أخلاق الشباب الذي كان هو الغالب على الحفل بالإضافة إلى الأطفال الأبرياء الذين ازدادوا في عصر اكتساح موجات العولمة الغنائية لعالمهم الصغير فبدأو يصرخون ريحانا ريحانا وهم لا يدرون بتاتا بالخلفيات الخطيرة وراء جلب مثل هؤلاء النجوم .
فمن حضر الحفل وشاهد الرقصات التي كانت تقدمها الفنانة على خشبة المسرح يدرك مدا صعوبة الوضع، فكيف يعقل أن المغرب كبلد عربي و إسلامي بدل أن يصرف الأموال في بناء دور الثقافة والرياضة والمعاهد التي تكفل في بناء شخصيات أطفالنا وشبابنا وتنشئتهم أحسن تنشئة يصرف الملايير في التفاهات وفي استقطاب فناننين غنائهم لا يغني ولا يسمن من جوع فما هي الإستفادة التي استفادها كل الشباب الغفير الذي حضر الحفل، فإذا كان المنظمون ملأت جيوبهم بأموال الباحثين عن المتعة البصرية وإذا كانت ريحانا قد حضيت باستقبال أنساها جماهير أمريكا وأوروبا وذهبت إلى بلادها محملة بمبلغ مالي أشعرها بغرور العظمة فإن الشباب المغرب هو الخاسر الأكبر لأنه لم يستفد شيئا يذكر بل أضاع وقته وماله في متعة زالت بزوال ريحانا التي على مايبدوا أنه ليست أغانيها من استحوذت على قلوب الشباب وعقولهم بل جسمها الممشوق وعريها الفاحش هو الدافع الحقيقي وراء الحضور لحفل ريحانا.

ليست هناك تعليقات: