الجمعة، 1 أغسطس 2008



زواج أم هجرة سرية

الزواج المختلط جواز سفر المغربيات إلى الخارج

لم يعد يخفى على الجميع أنه في عصر النهضة التكنولوجية التي يعرفها العالم بأسره أصبح الكون قرية صغيرة كل شيء فيها مفضوح وبادي للعيان هذه النهضة التي فتحت الباب على مصراعيه لتقارب ثقافي ولغوي وكذا اجتماعي تمظهر جليا من خلال ما يسمى بالزواج المختلط هذا الأخير الذي يقتضي
في طرفي العلاقة أن يكون مسلمين وإلا كان الزواج باطلا طبق لتعاليم الشرع والدين الإسلامي.
لكن الإشكال المعقد الذي يؤرق جميع المتخصصين سواء في الشأن الديني أو الشأن الإجتماعي المغربي هوأن ارتفاع نسبة إبرام عقود الزواج المختلط في المغرب ادى الى تفاقم المشاكل الناجمة على هذا النوع من الزواج خاصة وأنه في ظل الأزمات التي تعيشها الأسرالمغربية أصبح في نظرها هو الحل الوحيد الذي سينقدها من التخبط في الفقر والقهر والحرمان لكن للاسف يغرقها في مشاكل لا حصر لها يكون ضحيتها في الغالب الأطفال الذين قد لا يتم الإعتراف بهم من طرف الأب الذي يفر هاربا إلى دولته ولا تجد زوجته له أثرا .

أضحى الزواج المختلط ظاهرة يعيشها مجتمعنا ويحصد نتائجها السلبية أكثرمن غيره من البلدان وذلك بسبب تضافر جملة من الأسباب يحتل مراتبها الأولى الفقر والبطالة والبحث عن حياة أفضل زيادة على تفشي العنوسة التي أضحت تعاني منها العديد من الفتيات فضلا عن ارتفاع نسبة استعمال الشبكة المعلموماتية والأنترنت من قبل النساء زيادة على ارتفاع حاجيات ومتطلبات المرأة المغربية التي أصبحت تبحث على زوج يفي لها بجميع حاجياتها المادية منها والمعنوية وهذا بطبيعة الحال لن تجده في ابن بلدها المغربي الذي لم يفي حتى بحاجياته الشخصية فبالأحرى التكفل بزوجته المستقبلية، فكان البديل الزواج إما من الخليجين أو الأوروبيين وغيرهم.
وقد أكد مجموعة من الخبراء المغاربة في ندوة وطنية نظمتها شبكة " إسلام اون لاين" في 24 يوليو بالعاصمة الرباط أن التداعيات الخطرة التي يخلفها هذا النوع من الزواج صارت تستلزم يقظة أكبر من طرف مصالح الدولة، إلى جانب الأسر والمسئولين عن التعليم والتربية والإعلام
وأوضحت إحصائيات لوزارة العدل أن حوالي 966 فتاة مغربية تزوجت بأجنبي عام 1997، مقابل 2507 عام 2001، فيما ارتفع العدد إلى أكثر من 5664 صيف 2007

الزواج المختلط هجرة سرية لتحقيق حياة أفضل

غالبية المغربيات اللواتي يلجأن إلى هذا النوع من الزواج هن لا يلجأن اليه لأنهن بالفعل راغبات في الزواج من أشخاص مختلفين عنهن في العادات والأعراف والتقاليد بل وحتى الدين بال الدافع الحقيقي وراء سعي الفتاة المغربية إلى الزواج بأجنبي هو دافع مادي أساسا.
فالظروف الإجتماعية والإقتصادية الصعبة التي تعيشها مختلف الأسر المغربية جعلت من الفتيات المغربيات فريسة سهلة لمن يدفع أكثر فالزواج حاليا فقد تلك الصبغة والقدسية المبنية على التوافق الفكري والثقافي والديني ليصبح فقط بحث أو هروب من واقع مرير مليئ بآفات اجتماعية على رأسها حب الظهور وحب التفاخر وثقافة حب المال والضحية في الأخير الأسرة والأبناء هذه الأخيرة التي يشوبها التفكك والإنهيار في خطواتها الأولى لأسباب تكمن بالضرورة في عدم التلاؤم بين الطرفين.
فإذا كان الشبان المغاربة لكي يحققوا حياة أفضل يفضلون خوض تجربة الهجرة السرية عبر قوارب الموت فيكون مصيرهم في الأخير هو الموت غرقا. فإن الفتيات المغربيات يفضلن الزواج المختلط كنوع من الأمل في تحقيق غد أفضل لهن ولأبنائهن ولأسرهن. لكن الرياح دائما تجري بما لا تشتهي السفن فالنهاية في الغالب تكون كارثية.
فأغلب هذا النوع من الزيجات مرتبط برغبات خاصة تأمل الفتاة المغربية من ورائها تحقيق مصالح مادية تنقذها من الواقع المتردي تعيش فيه مرغمة وطموحها لا يسعفها في الرضى والقناعة بما قسم الله لها فتطرق جميع الابواب حتى وإن كانت لن تحقق لها السعادة التي تعتقد بانها تكمن في المال وفي المظاهر الكذابة.
فهذا الحل صار نوعا من أنوع "الهجرة السرية" لتسهيل مهمة التحاق الفتاة بالضفة الأخرى و هذه العلاقات صارت للأسف مقبولة من طرف المجتمع.

الانترنت سبب الكوارث

في السابق كانت نسبة الزواج المختلط في جميع البلدان العربية جد منخفضة لأنه كان من الصعب الالتقاء والتعارف بين الطرفين اللهم بعض الصدف التي قد توقع المراة في اجنبيى او العكس إما بحكم العمل ... ولكن اليوم هذه النسبة ارتفعت خاصة في المغرب وذلك بسبب ما بات يعرف بالشات فمعظم المغربيات الذين يستعملوا هذه الوسيلة تجدهن في الغالب يبحثن على زوج من ضفف أخرى غير ضفتهن ومن ثقافة اخرى غير ثقافتهن وقد سهل التقارب اللغوي وايجاد الكثير من الفتيات للغات الأجنبية كالفرنسية والإنجليزية والإسبانية وحتى اللهجات كالخليجية والمصرية واللبنانية إلى سهولة التعارف واللقاء وبالتالي فالمغربيات يحتلن مراتب متقدمة في صفوف الطالبات للزواج من الأجانب لا لشيء سوى البحث عن المادة التي أصبحت في زمننا كل الشيء والخطير في الأمر انه في الوقت الذي يجب أن تكون هذه الظاهرة محط اهتمام الآباء والأمهات نجد بأنه هناك نوع من القبول الإجتماعي والأسري بها هذا القبول الذي يتجلى بسماح عدد من الآباء لبناتهن بـ"الشات" مع أشخاص أجانب على مواقع الدردشة داخل المنازل؛ إذ باتت عائلات مغربية كثيرة ترى أن تحسين المستوى المعيشي رهين بارتباط ابنتهم بأجنبي، وحبذا لو كان خليجيا أو أوروبيا غير مبالين بالمخلفات التي قد يسببها هذا الزواج الذي قد تكون نتائجه اكبر في حالة لو رزقت الزوجة من ذاك الأجنبي بأولاد وفر هاربا قبل أن يعترف بهم ففي هذه الحالة المعاناة تتضاعف فالأولاد يفقدون في أحيان كثيرة حتى الأوراق الرسمية الضرورية لتسجيلهم بالمدارس والمعاهد التربوية بسبب هروب الأب وتخليه عن الأسرة.
كما هي حالة فاطمة الزهراء التي تزوجت بشخص يحمل الجنسية السعودية تعرفت عليه من خلال الانترنت وعدها بمنزل في اسمها وبمبلغ مالي محترم شريطة الذهاب معه إلى السعودية، هذه الفرصة التي اعتبرتها فاطمة الزهراء بمثابة مركب النجاة التي سيحملها إلى عالم طالما حلمت بان تكون منه. عالم ينسيها كل السنوات التي اضاعتها وهي تعمل في احد الشركات بمدينة الدار البيضاء، و تضيف فاطمة الزهراء"فعلا تم السفر إلى السعودية بعدما تمت كتابة العقد بحضور عدد قليل من أفراد عائلتي الكبيرة دون أن يقام لي حفل بهيج كما كنت دائما أتمنى ، سافرت معه إلى السعودية فاتضح بعد زواج دام عام رزقت خلاله بطفل أن زوجي متزوج من ثلاثة وأنا الرابعة، فطلبت منه الطلاق والرجوع إلى بلدي خاصة بعد أن بدا يسيئ معاملتي بعد الولادة فضلا على أنني لم استحمل وحدتي هناك، فرفض عودتي وتطليقي، فقررت الهروب انا وطفلي والفعل تم ذلك لكنه الآن يهددني بأخد ابني مني وهذا مالا أتحمله كليا فكنوز الدنيا كلها لا تعوضني فلدة كبدي".

الزواج المختلط موضة العصر

في ظل التطور الحاصل اليوم في مجال التكنولوجيا وتطور وسائل الإتصال يمكن القول بأن الزواج المختلط أصبح موضة العصر لأنه فرصة ذهبية تتمناها أي فتاة مادام سيساعدها على تحسين ظروف عيشها خاصة اذاكان الزوج يستحق التضحية والمغامرة ، مغامرة قد تنتهي نهاية سعيدة يرزق فيها الطرفان بأطفال ويتعلقان ببعضهما البعض ولا يحدث الفراق مطلقا وهذه حالات موجودة ونلمسها ونفرح لاستمرارها واستقرارها لأنها علاقات بنيت على أسس صحيحة وليست واهية
ولكن في الغالب فضحايا هذا النوع من الزواج كثيرات وزاوجهن شكل لهن ولأبنائهن مشاكل لا حصر لها، فإذا كانت الزوجة والأبناء مستقرين في بلد الزوج فهذا لا محالة سيشكل لهم مشاكل في الاندماج و كيفية الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية بالإضافة فمفاهيم وضوابط الهوية والثقافة والتقاليد المحلية أثبتت الدراسات الإجتماعية بأنها تتلاشى خاصة لدى الجيل الثاني والثالث الذي لا يستطيع استيعاب الروابط التي تجمعه ببلده الأم. زيادة على مشكل عويص يعترض احد الطرفين في حالة هروبه إلى دولته الأم فإذا كانت الزوجة مغربية فإنها ستعاني كثيرا إذا هرب الزوج ولم يعترف بأطفاله وهذه الحالة هي تشكل النسبة الكبرى من القضايا المعروضة في المحاكم. فضلا عن مشاكل ثبوت الزوجية وثبوت نسب الأبناء...
فقد أفادت دراسة نشرت سابقا أن النساء المغربيات أصبحن أكثر إقبالا على الزواج من الأجانب عكس ما كان متعارفا عليه من كون الرجل المغربي هو الأكثر إقبالا على الزواج من الأجنبية
وأوضحت الدراسة أن عدد المغربيات اللواتي تزوجن بأجانب انتقلت من 996 فتاة سنة 1997 إلى 2507 فتاة سنة 2001 إلى 5664 خلال العام الماضي بينما ارتفع عدد الرجال المغاربة المتزوجين بأجنبيات من 314 سنة 1997 إلى 1366 سنة 2001 إلى 4320 خلال العام الماضي
ولقد أثبتت العديد من الشهادات للمغربيات المتزوجات بالأجانب أن هذا النوع من الزواج يطرح أمامهن تحديات اللغة والتواصل إلى جانب فهم الدين الإسلامي، إذ لا تكون رغبة الزوج الأوروبي في الدين الإسلامي بقدر ما يكون هدفه هو الاقتران بزوجة مغربية
فالمشاكل الناجمة على هذا النوع من الزواج استدعت من الحكومة المغربية استصدار مجموعة من المنشورات من اجل تنبيه المواطنين بمخاطر هذا الزواج الذي يتضح أن نسبته تفشت في المغرب خاصة الزواج بالأوروبيين الأمر الذي يطرح مشكل اختلاف الديانة فإذا تزوجت المغربية بمسيحي يعد الزواج باطلا من الناحية الإسلامية لهذا فهو مطالب بإعلان إسلامه هذا الإعلان الذي قد يكون ظاهريا ولكنه هو في الحقيقة ما زال على دين آبائه الشئ الذي قد يعرض الأطفال لمشاكل خطيرة بسبب هذا الإختلاف الذي قد تدركه المرأة وقد لاتدركه.
وفي حالة الطلاق من سيتكفل بتربية الأبناء هل الزوج المسيحي إذا ارتد أم الأم المسلمة.
فبعض المغربيات يجدن حقيقة بعض المشاكل مع معتنقي الإسلام حديثا من الدول الأوروبية إذ إنه بعد إتمام حفل الزواج يرتد الزوج عن الإسلام ليوضح لزوجته أنه اعتنق الإسلام شكليا من أجل الزواج بها، غير أنه مع الأسف الشديد هناك بعض المغربيات، وعددهن قليل، تكون على علم بأن الأجنبي لم يعتنق الإسلام عن قناعة بل اعتقنه شكليا من أجل الزواج بها فتقترن به طمعا في الهجرة معه إلى أوروبا.
غير أن الصنف الأول من النساء تجد بعض المشاكل إذ تطالب بالطلاق من المحاكم المغربية على اعتبار أن الزوج ارتد عن دينه فيتم تنفيذ طلبها لكونها مسلمة وأن زواجها من مرتد باطل، بينما في الدول الأوروبية لا يعتبر القانون أن زواجها باطلا لسبب الدين..
ورغم أن الزواج الصحيح حسب القانون المغربي هو الزواج الذي يكون طرفه الأول مغربية، وطرفه الآخر مسلما مهما كانت جنسيته وبالنسبة للمغربي الذكر فإنه بالإضافة إلى صحة زواجه من امرأة مسلمة من جنسية مغربية فإنه أبيح له الزواج بالكتابية مع شرط الإحصان من غير المتخذات أخدان، غير أن هذه الشروط لا تحترم في عمقها إذ تقبل بعض النساء على الزواج من أجانب بغرض مادي محض كما يقبل المغاربة على الزواج بأوروبية بغض النظر عن ديانتها.
وشرعيا فقد أجمع الخبراء على أن هذا النوع من الزيجات يطرح إشكالا شرعيا بالنظر إلى حضور أشكال التلاعب والتدليس فيه، الذي يقتضي وضع برامج لتحقيق التوعية الشرعية للجميع حتى لا تستفحل المشاكل ويصعب حلها وحتى لا يكون هناك تلاعب بالنساء المغربيات من قبل الأجانب.
كما يدعو الخبراء المغاربة إلى تنظيم لقاءات تحسيسية منتظمة داخل المغرب وخارجه؛ بهدف إظهار حقيقة الزواج المختلط الذي لا ترى منه عائلات مغربية سوى الجانب المرتبط بالوضع المادي، في حين أنه يشكل كل الخطر على مستقبل الأم وأطفالها

وشدد هؤلاء الخبراء في الندوة التي أقيمت مؤخرا بالرباط على ضرورة تضمين "فقه الزواج" كمادة مستقلة شاملة برامج التعليم في البلاد، وذلك لتحصين الفتيات بشكل خاص ضد هذه المشاكل بثقافة شرعية تكون الحكم في هذا النوع من الزيجات. مع المطالبة بعقد دورات تدريبية للمقبلين على الزواج، مع دعوة وسائل الإعلام للقيام بدورها التحسيسي بهذا الموضوع إزاء المواطنين بالإضافة إلى مطالبة وزارتي العدل والخارجية بوضع مخطط دقيق ومتكامل لوضع حد لظاهرة التلاعب بالنساء المغربيات من طرف أجانب دون
يذكر أن قسم قضاء الأسرة بالرباط لسنة 2003 أكد أن عدد جنسيات الأجانب الذين يتزوجون من مغربيات تتوزع على 34 دولة، 15 منها عربية، وهي: السعودية- مصر- الجزائر- الإمارات- تونس- البحرين- ليبيا- فلسطين- الأردن- سلطنة عمان- سوريا- السودان- لبنان- العراق- قطر، و11 دولة أوروبية، وهي: فرنسا وإيطاليا، وبريطانيا، وإسبانيا، وألمانيا، وبولونيا، وبلجيكا، وسويسرا، والسويد، والبرتغال، والدنمارك.
يضاف إلى تلك الدول 7 دول إفريقية، وهي: جنوب إفريقيا- إفريقيا الوسطى- السينغال- بنين- غينيا بيساو- الكونغو- كينيا، و6 دول آسيوية، هي: إندونيسيا، وباكستان، وبنجلادش، والهند، وإيران، وكوريا الجنوبية، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وكندا.
ويأتي الفرنسيون في مقدمة الأجانب المتزوجين من مغربيات؛ حيث وصل عددهم عام 2003 إلى 116 حالة، متبوعين بالإيطاليين بـ 20 حالة، والكنديين 19 حالة، والأمريكيين بـ 18 حالة


.