الجمعة، 7 مارس 2008

علمتني الحياة قصيدة أعجبتني


علمتني الحياة أن أتلقى كل ألوانها رضا وقبولا

ورأيت الرضا يخفف أثقالي ويلقي على المآسي سدولا

والذي ألهم الرضا لاتراه أبد الدهر حاسدا أو عذولا

أنا راض بكل ما كتب الله ومزج إليه حمدا جزيلا

أنا راض بكل صنف من الناس لئيما أو نبيلا

لست أخشى من اللئيم أذاه لا ولن أسأل النبيل فتيلا

فسح الله في فؤادي فلا أرضى من الحب والوداد بديلا

في فؤادي لكل ضيف مكان فكن الضيف مؤنسا أو ثقيلا

ضل من يحسب الرضا عن هوان أو يراه على النفاق دليلا

فالرضا نعمة من الله لم يسعد بها في العباد إلا القليلا

والرضا آية البراءة والإيمان بالله ناصرا و وكيلا

علمتني الحياة أن لها طعمين علقما وسائغا معسولا

فتعودت حالتيها قريرا وألفت التغيير والتبديلا

أيها الناس كلنا شارب الكأسين إن علقماً وإن سلسبيلا

نحن كالروض نضرة وذبولا

نحن كالنجم مطلعا وأفولا

نحن كالريح ثورة وسكونا

نحن كالمطر ممسكاً وهطولا

نحن كالظن صادقا وكذوبا

نحن كالحظ منصفا وخذولا

قد تسري الحياة عني فتبدي سخريات الورى قبيلا

فأراها مواعظا ودروسا ويراها سواي خطبا جليلا

أمعن الناس في مخادعة النفس وضلوا بصائراً وعقولا

عبدوا الجاه والنضار وعينا من عيون المها وخدَاً أسيلا

الأديب الضعيف جاهاً و مالاً ليس إلا مثرثراً مخبولا

والعتل القوي جاهاً ومالاً هو أهدى هدىً وأقوم قيلاً

وإذا غادة تجلت عليهم خشعوا أو تبتلوا تبتيلا

لا يريدون آجلا من ثواب الله إن الإنسان كان عجولا

فتنة عمَت المدينة والقرية لم تُعف فتية أو كهولاً

وإذا مانبريت للوعظ قالوا: لست ربا ولا بعثت رسولا

أرأيت الذي يكذب بالدين ولا يرهب الحساب الثقيلا

أكثر الناس يحكمون على الناس وهيهات أن يكونوا عدولاً

فلكم لقبوا البخيل كريما ولكم لقبوا الكريم بخيلاً

ًولكم أعطوا الملح َ فأغنوا ولكم أهملوا العفيف الخجولا

ربَ عذراء حرَة وصموها وبغي ٍ قد صوروها بتولا

وقطيع اليدين ظلما ولص ٍ أشبع الناس كفَه تقبيلا

وسجين صبوا عليه نكالا ً وسجين ٍ مدلل تدليلا ً

جُل ُ من قلَد الفرنجة منَا قد أساء التقليد والتمثيلا

فأخذنا الخبيث منهم ولم نقبس من الطيبات إلا قليلا

يوم سن َ الفرنجة كذبة إبريل غدا كل عمرنا إبريلا

نشروا الرجس مجملا فنشرناه كتابا مفصلا تفصيلا

علمتني الحياة أن الهوى سيل فمن ذا الذي يرد السيولا

ثم قالت : والخير في الكون باق ٍ بل أرى الخير فيه أصلاً أصيلا

إن تر الشرَ مستفيضا ً فهون لايحب الله اليؤوس الملولا

ويطول الصراع بين النقيضين ويطوي الزمان جيلا فجيلا

وتظل الأيام تعرض لونيها على الناس بكرة وأصيلا

فذليل بالأمس صار عزيزا وعزيز بالأمس صار ذليلا

ولقد ينهض العليل سليما ولقد يسقط السليم عليلا

وتظل الأرحام تدفع قابيلا فيردي ببغيه هابيلا

ونشيد السلام يتلوه سفاحون سنوا الخراب والتقتيلا

وحقوق الإنسان لوحة رسام أجاد التزوير والتضليلا

صور ٌ ما سرحت بالعين فيها وبفكري إلا خشيت الذهولا

لست أرضى لأمة أنبتتني خلقاً شائها ً وقدرا ضئيلا

لست أرضى تحاسدا ً أو شقاقا ً لست أرضى تخاذلا أو خمولا ً

علمتني الحياة أني إن عشت لنفسي أعش حقيرا ً هزيلا ً

علمتني الحياة أني مهما أتعلم فلا أزال جهولا

ً

ليست هناك تعليقات: