السبت، 31 مايو 2008


في ظل مد موضة هيفاء وهبي ونانسي عجرم

فتيات المدارس المغربية يدخلن عالم التغرير والإغراء




تلميذات في عمرالزهور يغرر بهن إما من قبل راقصات القنوات الفضائية، أومن قبل ذوي النوايا السيئة، لممارسة مختلف أنواع الفساد الأخلاقي، عري ، دعارة، تدخين الشيشة والتعاطي للمخدرات...في مقابل مغريات مادية، تضمن لهم مستوى راق في العيش، مغريات تقبلها الفتيات( القاصرات) لأسباب متعددة، بوعي أو بدون وعي، وتصبح هي الأخرى أداة للتغرير، ببنات جنسها كل ذلك يقع في غفلة من المجتمع بمختلف مكوناته، دون أي رقابة أسرية أو مجتمعية ولا حتى مدرسية.
فأين هو دور الأسرة في مراقبة بناتها؟ أين هو دور المدرسة في زجر الخارقين لقانونها؟ هل غياب التواصل بين الآباء والأبناء هو السبب؟ هل البحث الذؤوب عن المادة هو السبب؟ هل اجتياح قنوات هيفاء وهبي ونانسي عجرم هو السبب....؟

كثيرة هي الظواهر التي أصبحت تنتشر هذه الأيام في مجتمعنا المغربي، بفعل مجموعة من المتغيرات التي لا يشكل ظهورها في المغرب إستثناءا فمعظم الدول العربية تعاني منها، فبفعل إنتشار الفضائيات والقنوات التي تحرض على الإنحلال الخلقي، أصبحت فتياتنا مجرد مقلدات غارقات في ظلمات الموضة، والمظاهر الخادعة التي صدرتها لنا مجموعة من الدول لأسباب من ضمنها طمس عقول الشباب خاصة القاصرين منهم.
فقد أصبحنا نرى فتيات لا زال سنهن لا يتجاوز الخامسة عشر سنة، خلعن ثوب البراءة ولبسن ثوبا غير ثوبهن، وهن ما زلن في سن مبكرة، بلكاد بدأن يتعرفن على الحياة وعلى خباياها، التي تشكل مرحلة الدراسة محطة مهمة، يجب أن تستغل أحسن استغلال، من حيث التحصيل العلمي والبحث المعرفي.
غير أن مجموعة من التغيرات التربوية وحتى التعليمية، جعلت المؤسسات التعليمية لم تعد تقم بدورها كما يجب، نظرا لعدة أسباب، من بينها أن البحث عن الثقافة والعلم في عصر الماديات تلاشى، فمعظم التلاميذ اليوم طالهم الإحباط بسبب التغيرات التي لحقت أنظمة التعليم، والتي ليست لها جدوى في تسهيل ولوجهم لسوق الشغل، الأمر الذي أثر سلبيا على بعض الفتيات وجعل ذهابهن للمدرسة هو من سبيل تضييع الوقت، وليس من أجل التحصيل.

قاصرات ولكن

فتيات قاصرات يذهبن إلى المؤسسة التعليمية، بألبسة ضيقة، تصف جسدهن الأنثوي، مع الإكثار من استعمال" الماكياج"، ووسائل التجميل، مقلدين في ذلك ما تراه أعينهن في قنوات روبي وهيفاء وهبي. فحتى الوزرة المدرسية لم تسلم من التطوير، بحيث قزمت بشكل يساعد الفتاة على كشف مفاتنها التي تستعملها للإيقاع بضحاياها إما من التلاميذ، أومن الأساتذة الذين بعضهم استغل الفرصة، وأصبح يتمتع في قسمه بالتلميذات الجميلات، حتى أن بعض الأساتذة يمنح النقط الجيدة للتلميذة التي تعجبه و يقصي التلميذات الأخريات.
ولكن المشكل ليس في اللباس وشكله، لأن هذا الأخير بحسب فلسفة العصر، يعد مجاراة للموضة ولصرعاتها، ولكن الخطير في الأمر هو أن هذه الألبسة التي ترتديها معظم الفتيات هي تقدم صورة خاطئة عن التلميذات، وتجعلهن فرائس سهلة للمغررين، وذوي النوايا الخبيثة التي أصبحت المؤسسات التعليمية ملاذهم للإصطياد فرائسهم، معتمدين في ذلك على استغلال ظروف الفقر والحاجة، التي قد تجعل العديد من الفتيات القاصرات يقعن في براكين الفساد، بدون علم أسرهن، وفي غياب أية رقابة مدرسية، أو مجتمعية، هذا التغرير الذي قد تتعرض له بعض الفتيات، قد يجعلهن فيما بعد يمارسن نفس الدور ولكن هذه المرة كوسيطات، يغررن هن كذلك ببنات جنسهن.
وبحسب شهادة بعض تلميذات إحدى ثانويات البيضاء، قالت"" أصبحت المدرسة هي المتنفس الذي تجد فيه الفتيات حريتهن، فدورها قد إندثر فالفتاة لا تأتي لتدرس بالدرجة الأولى بل تأتي لتصيد الفرص للإيقاع بالأساتذة الذين يدرسونها حتى تضمن نقطة جيدة في آخر السنة".
فبعض الفتيات، أصبحن يتاجرن بأجسادهن على مرأى ومسمع صديقاتهن، وفي بعض الأحيان مع علم أسرهن، الأمر الذي ترجعه تلميذة أخرى، إلى غياب ثقافة الوعي بالقيم والمبادئ التي يجب على الفتاة أن تتحلى بها، والتي من ضمنها صيانة شرفها وكرامتها.

الأسرة نواة المجتمع

ظاهرة التغرير بالفتيات القاصرات، هي ليست وليدة اليوم، بل هي موجودة منذ زمن، وعانت منها العديد من الأسر والمدارس لسنوات، وما زالت ولكن لا أحد للأسف إستطاع أن يجعلها قيد الدرس والمعالجة، فالتركيز يذهب إلى قضايا مجتمعية أخرى، هي أقل أهمية بالنظر إلى المشاكل والآثار التي قد تخلفها، السلوكات السيئة لبعض القاصرات اللواتي لا يملكن قدرا من الوعي الفكري الذي يمكنهن من التمييز بين الخطأ و الصواب، الأمر الذي يجعلهن مؤثر سلبي على صديقاتهن وعلى محيطهن المدرسي.
فبحسب بعض الآراء التي استقيناها والتي اختلفت بحسب مرجعية صاحبها، عمدت كلها على التركيز على دور الأسرة كنواة لإستقرار المجتمع.
فبحسب رأي بعض الأمهات، فإن مراقبة القاصر هي أمر يبقى حكرا على مؤسسة العائلة، هذه الأخيرة التي يبقى على عاتقها، تربية الأبناء على الأخلاق ، والقيم الدينية، من خلال نهج أسلوب الحوار والتواصل، أما فيما يخص الفتاة فإنها يجب أن تحاط بعناية خاصة في مختلف مراحل نموها، خاصة من طرف الأم، التي يجب أن تكون على قدر من المسؤولية والوعي الكامل بخطورة المراحل التي تمر منها ابنتها حتى تتمكن من التأقلم مع كل مرحلة على حدا، وبأن لا تمكن الفتاة من الحرية الكاملة بل يجب أن تكون وسطية في تعاملها معها.
فالمجتمع بعد تحرره من السلطة الأبوية، نجده اليوم قد منح السلطة إلى الأم هذه الأخيرة التي قد تكون نموذجا يحتذى به في سلوكاتها كما يقول المثل "الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق"، وقد تكون نموذجا سيئا يكون من ضمن أسباب انحراف الفتاة، فهناك بعض الأمهات يقدمن نموذجا سلبيا لبناتهن من خلال طريقة لباسهن ووضعهن لمساحيق التجميل، والخطير أن بعض الأمهات للأسف أصبحن يشجعن بناتهن على شراء مثل هذه الألبسة التي تكشف مفاتن ابنتها ، ومنهن من يدفعنهن عنوة للممارسة الدعارة والرقص في شقق الخليجيين.
ومن جانب آخر أكدت إحدى السيدات، بأن الوازع الديني هو العمود الفقري في الحفاظ على أخلاق الفتيات، من خلال التركيز عليه منذ الصغر، دون إهمال جانب المراقبة والتواصل مع المؤسسة التعليمية التي تشكل هي الأخرى طرفا في بناء شخصية التلميذات اللواتي يدرسن بها، فالعلاقة هي تكاملية بين الأسرة والمدرسة والمجتمع.

كن ابن من شئت واكتسب أدبا

إذا كان دور الأسرة مهم كنواة أساسية لبناء المجتمع فإن دور المؤسسة التعليمية لا يقل أهمية، ففي الوقت الذي كانت فيه المدرسة بمختلف مستوياتها نموذجا حيا للتعليم والإنضباط والتحلي بالأخلاق، نجدها اليوم بدأت تفقد دورها التربوي وتقتصر فقط على الدور التعليمي، هذا الأخير الذي يعرف بدوره بفعل مجموعة من العوامل تراجعا ملحوظا في السنوات الأخيرة.
وفي رأي بعض الأساتذة، فإن الأستاذ لا يمكنه القيام بالدور التعليمي والدور التربوي معا، إلا في حالات شاذة، تستدعي منه التدخل بصرامة في حق من لا يحترم حرمة القسم ونظامه، أما المراقبة فهي من دور الإدارة، فالحارس الذي يفتح الباب للتلاميذ مفروض عليه أن يمنع دخول أي تلميذ يرتدي لباسا مخلا بالآداب ولا يليق بالمؤسسة التعليمية.
وفي رأي الأستاذة الزجلي"أستاذة مادة التربية الإسلامية" بإحدى الثانويات في مدينة الدار البيضاء، "فإن الرفقة السيئة تعد من إحدى الأسباب الرئيسة في التغرير بالفتيات، هذا التغرير الذي قد يكون بطريقة غير مباشرة، كنوعية اللباس الذي ترتديه بعض الفتيات في المدارس ونوعية الهاتف المحمول الذي من خلاله قد تغرر بفتيات أخريات، فإذا كانت الأسرة تربي وتقوم بدورها على أحسن وجه فإن المحيط قد لا يساعد على انباث الزرع في أحسن الظروف، كذلك من بين الأسباب التي قد تكون سببا في التغرير بالقاصرات مسألة الطبقية التي قالت بأنها من اخطر الإغراءات التي قد تواجهها الفتيات داخل المدرسة، بحيث يطالبن أسرهن بتحقيق نفس المستوى من اللباس وغير ذلك، الأمر الذي قد يدفع الفتاة في حالة عدم تلبية طلباتها بسبب الفقر والحاجة، بسلك طريق الدعارة والفساد لكي تحقق مستويات راقية من العيش تتنافس فيها مع صديقاتها".
كما أضافت الأستاذة" بأن الإعلام وكثرة الفضائيات لعب دورا كبيرا في التغرير بالقاصرات، حتى أنهن أصبحن مجرد مقلدات لهيفاء وهبي ولنانسي عجرم، وللأسف فان هذه التغييرات التكنولوجية لم تواكبها تغييرات على مستوى الأسرة والمدرسة، ولم تفرض عليها المراقبة من قبل المختصين في حماية فلذات أكبادنا ".
وبحسب بعض الذكور، فإن التلميذات ليسوا بريئات، رغم أنهن لم يبلغوا سن الرشد، بحيث تجد الفتاة في سن 15 سنة ، تقوم بالتغرير بالرجال في الشوارع العمومية، بدون أي رقابة أسرية.
فتاة أخرى تقول "بان المشكل الذي يجعل الفتيات ينسقن وراء من يقوموا بالتغرير بهن، هو المادة والبحث عن موارد مالية تمكنهم من ارتداء أحسن الثياب ووضع أحسن الروائح، وأكل أحسن الوجبات، فالقاصر في هذه السن الحرجة تكون لم تكتسب بعد القيم والمبادئ الأخلاقية والدينية، التي تجعلها تميزوتوصد الباب في وجه المغريات التي قد تعترض طريقها".
في نفس السياق أخبرتنا بعض الأستاذات من ثانوية ابن شهيد عن حالات شاذة واجهتها الثانوية بحزم، وبالمنع الكلي لدخول التلميذ إلى القسم، لكن للأسف قوبلت بتعنت الأسر التي تعتبر بناتها رغم عدم احترامهن للقانون الداخلي للمؤسسة التعليمية، على صواب، وبأنها تتحكم في تصرفاتهن وليس من حق الثانوية منعهن من الدخول إلى حرمها بحجة لباس مخل بالأخلاق أو الآداب.
فالأسرة يجب أن تكون علاقتها بأبنائها أفقية وليست عمودية، مبنية على الحزم وعدم التسيب، مع مزيد من العطف والحنان، ففي الوقت الذي تشعر فيه الفتاة بالحرمان العاطفي قد تنساق وراء أي شخص يشنف أسماعها بكلام معسول، لا تدرك نتائجه إلا فيما بعد.

مافيا الفضائيات تفسد أخلاق البنات

إن العديد من الأشخاص الذين صادفناهم، ربطوا لنا تغير سلوك الفتاة بانتشار القنوات الفضائية، فهي بحسب رأيهم تتحمل القسط الأكبر من المسؤولية، إلى جانب الدولة التي لم تخلق آليات للمراقبة، ومنع بعض القنوات من البث على ترابها الوطني، ففي ظل التحرير الذي عرفه المشهد الإعلامي العالمي أصبحت العديد من القنوات تصدر ثقافة العراء بدعم من قوى خارجية إلى الدول العربية والإسلامية، لان هؤلاء في نظرها متشوقون لهذا النوع من المشاهدة، تطبيقا للمثل الشائع" الممنوع مرغوب" وذلك من خلال تقديم أغاني وفيديو كليبات لراقصات، ليس همهن إلا الشهرة وبيع أجسادهن بالدولار، وكذا من خلال برامج تحصل على أعلى نسبة من المشاهدة، كبرنامج ستار أكاديمي الذي شاركت فيه مؤخرا ، قاصر مغربية " أسماء" و أثارت مشاركتها ضجة إعلامية على الصعيد الوطني، واتهم فيها البرنامج باستغلال القاصرات قصد تحقيق أعلى نسبة من المشاهدة.وفي خضم الصراع التكنولوجي الحديث باتت ظاهرة التغرير بالقاصرات تتم بسهولة ودون عناء يذكر، عن طريق ما يسمى بالشات عبر الشبكة العنكبوتية ( الانترنت) ، بحيث نجد بعض الفتيات أصبحن مدمنات عليه إلى درجة أصبح الحديث عن مغامراتهن مع زبنائهن، أمر عادي قد تسمعه وأنت في الحافلة أو في الشارع، وقد يتطور الأمر إلى أشياء خارجة عن النطاق المسموح به في مجتمع مسلم له عادات وتقاليد، دون أي مراقبة قانونية، ففي الدول الغربية المصدرة لهذا النوع من التكنولوجيا، نجدها قامت بالتنصيص على قوانين تكبح جماح من تخولهم أنفسهم التغرير بالفتيات أو التحرش بهن، لكن في المغرب، ليست هناك مراقبة للسلوكات أللأخلاقية التي قد تمارس في الخفاء، ولا يعلم بها حتى من قام بشراء الجهاز.

ليست هناك تعليقات: