السبت، 7 يونيو 2008



في حوار مع إلهام الكنيار، طبيبة إختصاصية في الحجامة

الحجامة أفضل علاج لأمراض الروماتيزم، السكري ، العجز الجنسي..





في ظل تصاعد حدة الأمراض الخبيثة التي تفتك بصحة الإنسان، بسبب كثرة الضغوط التي يصادفها في حياته، ازدادت موجة البحث عن حلول وعلاجات بديلة تغني المرضى عن تكاليف الدواء الباهظة
وذلك من خلال ما يسمى بالطب البديل، وضمن خارطة هذا الطب تندرج الحجامة كوسيلة للشفاء من الأمراض التي عجز الطب الكيماوي على معالجتها، هذه الحجامة التي للأسف تمارس في مغرب بدون تقنين يذكر وبدون رقابة ، من طرف أناس امتهنوها لمدة طويلة، ويمارسونها بشكلها التقليدي الخالي من طرق الوقاية والتعقيم الذي يعرض حياة المواطنين لخطرالإصابة بالأمراض المعدية.
و الحجامة هي سنة عن الرسول عليه الصلاة والسلام، فقد تبث عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فيما رواه الإمام البخاري عن أنس بن مالك قوله :" إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ " و روى البخاري في صحيحه عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ "الشِّفَاءُ فِي ثَلاثَةٍ شَرْبَةِ عَسَلٍ وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ وَكَيَّةِ نَارٍ وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ "، فهذه أحاديث نبوية صحيحة، تؤكد فعالية الحجامة التي أثبت العلماء جدواها في علاج مجموعة من الأمراض وهي اليوم تمارس بشكلها العلمي الوقائي من قبل أطباء متخصصين في الحجامة.
ولإطلاع القارئ على هذا النوع من العلاجات البديلة، أجرينا حوارا مع الدكتورة إلهام الكنيار طبيبة واختصاصية في الحجامة .


ماهي الحجامة


الحجامة هي تخليص الدم من الشوائب، بمعنى سحب الدم الفاسد من جسم الإنسان، هذا الدم الذي قد يكون سببا في الإصابة بمجموعة من الأمراض في المستقبل، فالكريات الحمراء تتراكم في مناطق معينة من الجسم، خاصة في منطقة ما بين الكتفين، وهي كريات حمراء ضعيفة فاسدة، لأنها لم تعد صالحة للقيام بالأدوار المنوطة بها لهذا من الأحسن أن تخرج من الجسم عن طريق الحجامة.
و الحجامة هي علاج بديل طبيعي، يعد من أقدم الطرق العلاجية التي أثبتت فعاليتها، وهي سنة عن الرسول عليه الصلاة والسلام، فقد روي عنه أنه احتجم بعد أن أصابه ألم في رأسه، وفي الصحيحين، أن النبي قال" خير ما تداويتم به الحجامة"، فحتى العلماء عندما قاموا بدراستها وجدوا بأنها مفيدة للإنسان، فعندما يتخلص الجسم من هذه الشوائب، تلقائيا تنشط الحركة الدموية وتتقوى مناعة الإنسان بحيث يصبح من الصعب إصابته ببعض الأمراض فضلا عن شعوره بخفة وراحة جسمية ونفسية، تنسيه التعب والغضب والعياء، فأكثرية الناس الذين جربوا الحجامة عند أطباء متخصصين تماثلوا للشفاء، فمؤخرا صادفت رجلا يعاني من العجز الجنسي، وجرب الحجامة عندي بعد أن جرب جميع الأدوية ووسائل علاجية أخرى، والحمد لله شوفي من عجزه.

كيف تتم عملية الحجامة؟

كما ذكرت في السابق فإن الحجامة هي تخليص الدم من الشوائب، وهي تتم بسحب الدم من مناطق في الجسم عن طريق تشريط خفيف للمنطقة التي لها علاقة بموضع الألم، غير أنه هنا يجب التمييز بين الطريقة التقليدية التي يزاولها" الحجامة" في الأسواق وفي بيوتهم، دون أدنى رقابة، وبين الحجامة التي تمارس في العيادات عند أطباء لهم دراية بجسم الإنسان وبكيفية التعامل مع كل أعضائه.
فالحجامة التقليدية تعتمد بالدرجة الأولى على تشريط المنطقة بآلة حادة وبشكل عميق، ثم توضع فوقها الوسيلة المنتقاة لسحب الدم وهي في الغالب عبارة عن كاسات تستعمل لغرض الحجامة، وقد تصادفها عملية إفراغ الكأس من الهواء وهنا الخطورة فهذا الإفراغ يكون عن طريق وضع قطعة مشتعلة من الورق بداخل الكأس بغرض إخراج الأوكسجين ثم بعدها توضع على الجلد المجروح، وهنا أتساءل هل هذه الطريقة صحية؟ فضلا عن أن معظم الحجامين التقليدين، لا يعقمون بتاتا وسائل عملهم، الأمر الذي يجعل جسم المريض عرضة للفيروسات والميكروبات، دون إغفال جانب العدوى الذي قد يتعرض لها الشخص بسبب غياب التعقيم، الشيء الذي قد يودي بحياة العديد من المغاربة الذين للأسف يقبلون على هؤلاء التقليديين دون إدراك للعواقب.
أما الطريقة التي أعمل بها فهي تعتمد بالأساس على تشريط خفيف للمنطقة المعنية، بعدها أقوم بعملية سحب الدم بوسيلة خاصة ترمى بعد ذلك في سلة المهملات، أو يحملها المريض في آخر الحصة العلاجية، والأساسي في عملية الحجامة ليس سحب الدم بكثرة كما يفعل التقليديون، فالدم قد يكون في هذه الحالة صالح، ولكن الأساسي هو خروج الدم الفاسد المعرقل لنشاط الدورة الدموية، لهذا فعملية الحجامة يجب أن تمارس بتقنية عالية ، حتى لا تبقى أثارها على الجلد، أما إذا كانت بشكلها التقليدي فأثار الجرح ستبقى مدة طويلة، فالتشريط يجب أن يكون عموديا و بعد 10 أيام ينمحي أثره نهائيا.

ما هي مواضع الحجامة؟

لكل مرض مواضع معينة للحجامة، وأهم هذه المواضع نجد منطقة مابين الكتفين التي تتحكم في مجموعة من المناطق كالأعصاب والتي يطلق عليها اسم " الكاهل" وهي المنطقة المتواجدة في مستوى الكتف وأسفل الرقبة. وفي حالة إذا كان الشخص يعاني من شد عضلي في عموده الفقري، فعملية الحجامة ستكون في موضع الألم، إذا كان الأمر يتعلق بمرض الروماتيزم فسوف تكون في منطقة أسفل الفخض وهكذا دواليك فكل مرض يتميز بمنطقة خاصة لعلاجه، هذه المنطقة التي لا يتمكن من معرفتها سوى الطبيب الدارس لخريطة جسم الإنسان .

ماهي الحالات التي تفيد فيها الحجامة

تفيد الحجامة في علاج العديد من الأمراض، وذلك طبقا لنتائج الخبرة العلمية التي سجلها الممارسون، وطبقا لتجربتي في الميدان وأذكر على سبيل المثال: الروماتيزم، البواسير، البروستات، الضعف الجنسي، ارتفاع الضغط الدموي، التبول اللاإرادي عند الأطفال ، اختلال الدورة الدموية، انقطاع الطمث، مرض السكري وغيرها من الأمراض .
وفي المقابل هناك أمراض يصعب علينا نحن كأطباء، القيام بالحجامة للمصاب بها واذكر على سبيل المثال، القصور الكلوي، فقر الدم ...فالحجامة هنا تكون خطر على صحة المريض.
فالحجامة نظرا لكونها وسيلة طبيعية في العلاج، تعتمد على إخراج الدم الفاسد من الجسم ، الذي يساعد بدوره في تكون كريات حمراء جديدة، تعيد النشاط والحيوية للدورة الدموية، ولمختلف الخلايا والغدد اللمفاوية، وهي وسيلة مضمونة للعلاج بدون آثار جانبية، فالأدوية الكيماوية مثلا قد تكون لها أثار غير صحية على عكس الحجامة فهي إذا لم تنفع الإنسان فهي مستحيل أن تؤديه ما عدا في الحالة التي يذهب فيها عند حجام تقليدي، فهنا يطرح مشكل الإصابة بالأمراض المعدية، وللأسف الكل يعلم بوجود
ممارسي الحجامة في المغرب بشكلها الغير مقنن والغير وقائي نهائيا ولا أحد يتكلم عنهم.

ما هي الفئات التي يمكنها أن تقوم بالحجامة؟

منذ سن البلوغ فما فوق، هناك حالات تخص الأطفال مثل التبول اللاإرادي عند الأطفال، ولكن على العموم، عند البلوغ يمكن لأي شخص أن يقوم بها، وهي صالحة لجميع الفئات رجالا ونساءا، وهي تحظى بإقبال شديد من قبل النساء، نظرا لكثرة الضغوط النفسية والعصبية، التي قد تسبب اضطرابات في الدورة الدموية، وارتفاع في الضغط ...
والشباب أيضا أصبح واعي بأهمية الحجامة، بحيث أستقبل شباب في العشرينات يأتون للقيام بالحجامة رغم خلوهم من الأمراض، والسبب أنهم يحبون الإقتداء بسنة الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام، ولأنهم تأكدوا من كون الحجامة مفيدة للجسم، والغريب في الأمر أننا نحن في المغرب ليس لدينا أي وسيلة للإعلام والإشهار تنبه المواطنين بجدوى الحجامة، وبأنها تمارس من قبل أطباء مختصين، حتى نشجع الناس على هذا النوع من العلاج الذي يجمع غالبية العلماء مشارقة ومغاربة بنجاعته، فحتى الدول الغربية تمكنت من استغلال الحجامة ولكن تحت تسميات أخرى.

هل هناك في المغرب إختصاص يعنى بالحجامة؟

لا يوجد أي اختصاص في المغرب له علاقة بهذه الوسيلة العلاجية، التي كانت معروفة عند أجدادنا ولا زالت لحد الآن ولكن بشكلها التقليدي، أما بالشكل العلمي الحديث فلا يوجد أي تخصص يعنى بتدريسها، فبالنسبة لي سنحت لي الفرصة لدراستها في مصر، أما في المغرب فالناس عرفوا هذا العلم عن طريق القنوات العربية خاصة المصرية، التي اهتمت بهذا العلم الذي يشكل ثورة في العلاج البديل، وليس كل الأطباء المغاربة يؤمنون به وبمدا فعاليته. مع العلم أن دولا أوروبية تعمل بهذا العلم، كفرنسا مثلا ولكن تحت اسم
****** ولكن في الآونة الأخيرة بدأ بعض الأطباء المغاربة يتعاطون للحجامة غير أن المشكل الذي يعترض هؤلاء الأطباء هو أنهم يتعرضون لمنافسة الناس التقليدين، الذين يزاولونها بنفس ثمن الطبيب تقريبا " 100 درهم"، وبدون أي تقنين أو رقابة تذكر.

كيف تقيمين ظاهرة الحجامة التقليدية؟

الحجامة بشكلها العشوائي هي خطر على صحة المواطنين، الذين يقبلون عليها بشكل ملحوظ ربما لجهلهم بوجود أطباء مختصين في إجرائها، فهؤلاء الناس المنتشرين في بقاع المغرب، يجب أن تسلط عليهم الأضواء لكشف خفايا ما يفعلونه، فهناك غياب للرقابة من قبل الدولة التي لم تقنن هذا المجال لحد الآن، وهناك تقصير من طرف المختصين في نشر الوعي في وسائل الإعلام للإهتمام بالحجامة كوسيلة للعلاج، وبتوعية "الحجامين" التقليدين بتعقيم آليات عملهم، حتى لا يكونوا سببا في نقل الأمراض للعديد من المغاربة، كمرض التهاب الكبد الفيروسي الذي بحسب تجربتي بدأ ينتشر بشكل خطير، بحيث يظهر لك الشخص في كامل صحته ولكنه للأسف حامل للفيروس، فما بالك إذا قام بعملية الحجامة عند هؤلاء الأشخاص الذين لا تتوفر في أوساطهم شروط الصحة والسلامة فأكيد سينشر المرض إلى أشخاص آخرين.
فكيف سيتمكن هؤلاء الحجامة التقليدين الذين تناقلوها بشكل عشوائي بدون دراسة وبدون تقنين وبدون رقابة من معرفة جسم الإنسان، وسوابقه المرضية، زيادة أننا نحن في المغرب لم نصل بعد إلى درجة الوعي بضرورة القيام بالتحاليل مرة في السنة، فمن أين سيعرف الشخص بأنه مصاب بمرض معدي ومن أين سيعرف "الحجام" المرض لتفادي نقله إلى الآخرين؟

فمن سيمنع هؤلاء التقليدين الذين يمارسون هذه المهنة لمدة طويلة ؟

لا أحد بطبيعة الحال.

هل الحجامة التقليدية لها نفس نتيجة الحجامة الطبية؟

إنما الأعمال بالنيات، فالشخص الذي يقبل على الحجامة عامة، يكون مهيأ نفسيا، ف70 بالمائة من نتيجة الحجامة تعود للعامل النفسي، فهو يجري الحجامة وهو متيقن من نجاعتها، لأنها سنة عن الرسول عليه الصلاة والسلام، ولأن عددا من الناس قاموا بها وحصلوا في نهاية المطاف على نتائج ايجابية، فأكيد سيكون لذلك أثر في علاجه نظرا لصدق نيته.
وكذلك أن " كل واحد وعلى حساب يدوا"، هناك أشخاص يتقنون الحجامة التقليدية، غير أنه ما أركز عليه هو التعقيم والتشريط يكون خفيف وليس عميقا.

كيف تتعاملين مع عامل الخوف الذي قد يواكب الحجامة؟

تواجهني في حقيقة الأمر حالات كثيرة يصاب فيها الشخص بخوف من الحجامة، ولكن هنا يكمن دور الطبيب، الذي يتمثل في التعامل مع الشخص برفق وبتوعية، ويهيئه نفسيا للحجامة من خلال شرح بسيط لمعناها وكيفية القيام بها، فهي لا تعطي أكلها إلا إذا كان الشخص مرتاحا نفسيا ومعنويا، مع معرفة السوابق المرضية للشخص مثلا هل سبق له أن قام بعملية جراحية، هل تناول دواء قبل الحجامة إلى غير ذلك.
وللتذكير فعملية الحجامة يجب أن تتم " على الريق" ومن بعدها يشعر الشخص بارتخاء عضلي و راحة نفسية كبيرة، تبقى فقط مسألة التوعية عن طريق وسائل الإعلام وعن طريق المتعاطين لهذا النوع من الطب البديل الذي يجب أن يدعم في المغرب ويجب أن نستفيد من خبرة من سبقونا في المجال لأنه بالفعل يستحق التشجيع ويستحق التنويه.

ليست هناك تعليقات: