الثلاثاء، 25 سبتمبر 2007



شهر رمضان بين العبادة والإنحراف
التوبة والعبادة في رمضان كيف يثبت الإخلاص و أين يبدأ النفاق؟


إذا كان المغاربة خلال شهر رمضان يحرصون على الإهتمام بالطقوس الدينية ، وبضخ دماء جديدة في العلاقات العائلية، وبمضاعفة أعمال البر والإحسان للفقراء، فإن هذه السلوكيات تنمحي بعد إنقضاء الشهر الفضيل ، الأمر الذي يجعلنا نطرح السؤال هل تغير السلوكيات هو يدخل فيما يصطلح عليه بالنفاق الديني ؟
وإذا كان جل الناس يستغلون الشهر في الطاعة والعبادة ، فإن هناك من لا يحترم قدسية هذا الشهر الفضيل ، ويقوم بأفعال لا علاقة لها برمضان، كالدعارة ، وإستهلاك المخدرات، وما خفي كان أعظم ....



**بقدوم شهر رمضان تتغير سلوكات ، وتتبدل عقليات ، بحيث أن الغالبية العظمى تستشعر عظمة هذا الشهر ، فتبادر إلى فعل الخيرات ، من إلتزام الطاعات، وصلة الأرحام، مستدركة التقصير الذي درجت عليه في أيامها العادية، فهذا الشهر الكريم يعتبر مدرسة تربوية عطرة، ولكن للأسف بعد إنقضاء أيامه نلمس نوعا من الخمول والكسل الديني، الذي يحتاج إلى مزيد من المراجعة، بحيث نرى بأن العبادة تحولت من عبادة إلى عادة، وإن كان كثير من الناس يرون بأن إقبال الكثيف على فعل الخيرات والحفاظ على الصلوات خلال شهر رمضان هو ظاهرة صحية جدا ، غير أن البعض الآخر يرى بأن لا فرق بين شهر رمضان والأشهر الأخرى ، إد تكثر المخاصمات والشجارات، كما أن تصرفات بعض الصائمين تتغير بعد الإفطار بحيث يصبح إقتراف المحظور شيء عادي خلال هذا الشهر .
كلها محاور سنلامسها من خلال هذا الملف
عبادين الحريرة
يتفق الجميع على أن سلوك الناس يتغير خلال شهر رمضان، بحيث تمتلئ المساجد بالمصلين، لا سيما صلاة التراويح وصلاة الجمعة ، إلى حد تكتظ فيه الشوارع القريبة من المساجد بصفوف المصلين، مما يشعر المرء بالإرتباط الوثيق بين هذا الشعب ودينه وبتمسكه بقيمه ومبادئه.
تقول إلهام، طالبة جامعية، بأن الناس يعتقدون بأن المغفرة والثواب تكون فقط في شهر رمضان، لهذا فإنهم يضاعفون أعمال البر والإحسان، ظنا منهم بأن شهر رمضان،هو الفرصة الوحيدة للتقرب من الله ونسوا بأن أشهر السنة تشتمل على فرص سانحة للطاعة ، هذا ما يفسر بأن الغالبية تتقاعس عن العبادة بعد رمضان .
من جانب آخر يطلق المغاربة تعبير" غسيل الذنوب لمدة شهر" على الذين لا يؤدون الصلاة إلا في شهر رمضان وعادة ما تستقطب المساجد مصلين جدد خلال هذا الشهر، وحتى الذين لا يصلون خلاله يحرصون على الذهاب إلى المساجد خاصة في ليلة القدر، وفي هذا الإطار تقول ليلى، موظفة، " إن سلوك المغاربة يتبدل للأحسن فقط في الأيام الأولى من رمضان، ولكن ماعدا ذلك تعود الأيام إلى عادتها، والدليل هو كثرة الشجار الذي يلاحظ في الشوارع والمحلات التجارية، ومع أصحاب الطاكسيات...، كما تضيف ، بأنه لا فرق عندي بين شهر رمضان والأشهر الأخرى ، فهناك أشخاص يصبحون أكثر تدينا ، لكن سرعان ما ينقطعون عن الصلاة ، ولكن إذا كان هذا نوع من النفاق ففي نظري" اللهم تنافق وتصلي أو لا تنافق وما تصليش ".
وإذا كان المغاربة يصفون من يصلي فقط في رمضان "بعبادي الحريرة"، فإن سعيد يرى بأن أداء الصلاة خلال شهر رمضان هو نوع من التكيف مع العادات والتقاليد وتجنبا للإحراج الذي قد يتعرض له الإنسان من محيطه الإجتماعي .
وفي هذا الإطار يقول أبو بكر حركات ، المختص في العلاج النفسي، فإنه يقول بأن إتيان بعض السلوكيات والطقوس في شهر رمضان هو مرتبط برغبة العديد من الناس في ما يمكن تسميته بإعادة العداد إلى النقطة الصفر أو ما يطلق عليه بغسل الذنوب، كما يضيف بأنه خلال شهر رمضان، الناس تعيد إكتشاف مخزونها الروحي، وتريد إستغلال هذه الفرصة للتكفيرعن ذنوبها ولكن بعد إنقضاء شهر رمضان تعود المياه إلى مجاريها


مغاربة يستبدلون الخمر بالمخدرات
من المؤكد بأن بلد مسلم كالمغرب له عادات وتقاليد يجب إحترامها ولا يسمح لأحد بالإعتداء عليها ، لهذا نجد بأن القانون المغربي يعاقب بعض السلوكات الشادة ، كالإفطار العلني في رمضان ، كما أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تصدر خلال منتصف شهر شعبان أمرا بعدم بيع الخمر إلا للأجانب ( المسيحيين) ، غير أننا نجد بعض المدمنين الذين لا يستطيعون الصبرعلى المحرمات حتى في هذا الشهر العظيم، يستبدلون الخمر بالمخدرات ، فمن الملاحظ بأنه حسب الإعتقالات التي تقوم بها الشرطة خلال هذا الشهر، أنها تنصب أساسا حول تجار المخدرات ومروجيها بالأحياء والشوارع .
وحسب مصدرأمني مطلع ، أكد للمستقل، بأنه خلال شهر رمضان تنتعش سوق المخدرات، بحيث يكثر بيع وإستهلاك الحشيش المغربي والعقاقير المخدرة ومخدر المعجون، هذا ويقول نفس المصدر الأمني، أن الأقراص المهلوسة يرتفغ ثمنها من 10 إلى 15 درهم وقد يصل في بعض الأحيان 20درهم ، ويضيف بأنه خلال هذا الشهر ينشط إستهلاك مخدر المعجون ، وهو مخدر يصنع من الدقيق وبعض المواد المخدرة، ويتبارى تجاره في طريقة تحضيره وإختيار أسمائه، فهناك القاتلة ، شكيليطة ، غريبة ، ويبلغ ثمن الواحدة 10دراهم .
أما في المقاهي فيكثر بعد الإفطار، إستهلاك الشيشة، بحيث تمتلئ المقاهي بالمحبي هذا النوع من التدخين . كما يؤكد نفس المصدر بأن البزناسة خلال هذا الشهر تنشط تجارتهم في الفترة الممتدة ما بين صلاتي العصر والمغرب .
إذا كان هناك من يستغل الفرص خلال الصيام لمزيد من المغفرة والثواب، بلزوم المساجد والإستباق إلى فعل الخيرات، فهناك من يقضي الليل، في أجواء السمر وااسهر .
رمضان والسهرات

إذا كان هذا الشهر هو شهر الطاعة وعبادة المولى بإمتياز، فهو كذلك شهر الحفلات والسهرات بإمتياز بحيث يتهافت الناس على القاعات الخاصة بالسهرات الرمضانية، وعلى الملاهي المعروفة، مثلا عين الدئاب .
ولم تعد الفنادق والملاهي مقتصرة فقط على منطقة عين الدئاب بل إنتقلت العدوى إلى مقاهي أخرى أصبحت تتهافت على الزبائن من خلال تنظيم حفلات موسيقية يتقاطر عليها الشباب، ويحقق أصحاب تلك المقاهي أرباحا خيالية .
فبعد صلاة التراويح، وبعد أن يكون الناس قد شاهدوا قليلا من البرامج التي تبتها القنوات المغربية والعربية ،تعود الحياة إلى المدينة، التي تتنفس الصعداء بعد أن تكون قد هدأت قليلا فترة الإفطار ، يقول سائق سيارة أجرى" الجامع هو فاش كنخدم مورا الفطور، حتى الثامنة مساءا ، هنا بعد ما كينش مشاكل أما عين الدياب ما كنقربش ليه، نخاف نتزايد مع شي واحد في الهضرة ونصدقوا دراري "
ورغم أن المطاعم والحانات والنوادي الليلية توقفت عن تقديم الخمور قبل حلول شهر رمضان بثلاثة أيام وفق ما تنص عليه القوانين المغربية، إلا أن الكثير منها لم تغلق أبوابها، بل أعلنت عن برامج سهراتها وأسماء "الفنانين" الذين سيحيونها.

غير أنه يغيب عن هذه السهرات الرمضانية فقط بيع الخمور وتظل باقي الأمور كالمعتاد في غير رمضان، وبنفس الأجواء السابقة. شابات وشبان من كل الأعمار، موسيقى صاخبة، ورقص، ويحل ودخان الشيشة محل المشروبات الروحية، وتنتعش أنواع المخدرات التي يجري تصنيعها محليا.

ويقول مسير إحدى المراقص إن بعض النوادي والمطاعم والحانات تفضل إغلاق أبوابها خلال شهر رمضان من أجل الصيانة والإصلاح، ويضيف " هناك من لا يريد تكلف خسائر الاغلاق فيحافظ على نفس الأجواء السابقة مع الامتناع عن بيع المشروبات الكحولية".

وانتقلت عدوى "السهرات الرمضانية" خلال السنوات الأخيرة إلى المقاهي، فأصبحت تتنافس هي على جلب الزبائن عبر تنظيم حفلات موسيقية يتطلب حضورها دفع رسم خاص من أجل دخولها.
إنخفاض إنتاجية العمل خلال شهر رمضان

من الملاحظ أنه خلال شهر رمضان المبارك تبدأ إنتاجية العمل تتراجع، وتعرف عدد من الإدارات والشركات تقلصا في مستوى المنتوجية، وهذا يعود أولا إلى تخفيض ساعات العمل ،كما أن عدد من الموظفين والعاملين تنتابهم حالة من الكسل ، وينخفض مستوى عطائهم ، فتتعطل المصالح ، ورغم عدم وجودإحصائيات دقيقة عن حجم معدلات الإنتاج في شهر رمضان، فإن أصحاب الشركات ، ومدراء المصالح الإدارية يؤكدون ، أن إنتاجية الموظفين تصل إلى أدنى معدلاتها في الشهر الكريم . وحسب عبد السلام بناني مهندس بإحدى المؤسسات الحكومية، أن تباطؤ الموظفين في أداء مهامهم في شهر رمضان ، هو حالة نفسية يصاب بها الصائمون ، ويعتقدون أن الصيام يؤدي إلى الإرهاق . ويضيف قائلا الغريب في الأمر أن ساعات العمل تظل كما هي ، في حين الإنتاج يتراجع بكثير ، وهذا يعود بطبيعة الحال إلى التعب والسهر .
أما الأستاذ مصطفى علام أستاذ جامعي ، فقد أكد خلال تصريحه لأسبوعية المستقل، أنه لا ثأتير لشهر رمضان على الإنتاج، بإعتباره شهر واحد ضمن 12 شهر، بالإضافة إلى ذلك هناك بعض الحرف موسمية تنشط بكثير خلال شهر رمضان، بالإضافة إلى يلاحظ خلال شهر رمضان زيادة في وثيرة الإستهلاك، وبالتالي يؤدي هذا الإرتفاع إلى الزيادة في الإنتاج
كما إعتبر بأنه فعلا شهر رمضان يؤثر على إنتاجية الموظفين، مثلا الصائم خلال الفترة الصباحية ينتج أكثر من المسائية، وبالتالي يتأثر بمواعيد العمل . كما أن عامل السهر خلال هذا الشهر كذلك تنعكس آثاره على المردودية في العمل.


صائمون والله أعلم
خلال النهار تكون الأعصاب غالبا متوثرة. " أسيدي حبسو الشارع وسيرو للولاية وقولو ليهم راني مفرعن هنايا ... والله ما يكون كيصور بحالي الجيعان لاخور" الكلام لسائق طاكسي كبير في إحدى المحطات المكتظة بالبيضاء . " آنعل الشيطان آصاحبي راك صايم " يقول شخص من الملتحقين بالجوقة ، فيما يكتفي آخر بالتعليق " صايمين بالجميل " .
خلاف بسيط حول مقعد تحول إلى حرب من الشتائم بين السائقين، حوالي ساعتين قبل اللإفطار ، نفس مشهد يتكرر في محطات الطاكسيات كما في الحافلات الشعبية ، فعدم تناول المواد المنبهة كالسجائر والقهوة ، يفرز ردود فعل فيزيولوجية وعصبية تؤثر على مستوى السلوك والتوازن العصبي ، يشرح أحمد الحمداوي ، أخصائي العلاج النفسي ، مؤكدا أن النظام الغدائي له علاقة بسلوك الأفراد .
وقد كانت هناك واقعة تناقلتها ساكنة حي الأمل بالدار البيضاء ، حيث أن شاب مدمن على المخدرات ،طلب من والدته إعداد وجبة الغداء في ثان أيام رمضان، لكن الأم رفضت ، ففقد أعصابه ، وتوجه إلى المطبخ وأخد سكينا غرسه في قلب أمه الحانون.
وكذلك ما حدث يوم الأحد الماضي، بمدينة الدار البيضاء وبضبط بحي الألفة ،حيث تعرض رجل شرطة لإعتداء من طرف خمسة أشخاص ينتمون لنفس العائلة ، وقد وقع الإعتداء عندما كان رجل الشرطة، رفقة زميل له، يعملان على توقيف راكب دراجة نارية في إطار الجهود المبدولة لمكافحة ظاهرة السرقة التي تكثر خلال الشهر الكريم، هذا وحسب ما تداولته الصحف فإن الشخص المذكور تمادى في سلوكه الرامي إلأى عمل الشرطة، فحاول أحد الشرطيين إقتياده لأقرب مركز للشرطة، فهجم أفراد عائلة الجاني على الشرطي ، وإستولوا على سلاحه ،بعد أن تعرض للضرب ، نقل على إثر ذلك إلى المستشفى ، لتلقي العلاجات الأولية.

هذا لايعني أن المرمضنين خلال هذا الشهر هم مستعدون إلى إقتراف جرائم القتل ، لكنهم مستعدون إلى الشجار ، وحسب ما لاحظته أمينة بناني الشرايبي ، أن الناس يتقبلون سلوكات المرمضن ، ليس لأنه غير قادر على السيطرة على أعصابه ، بل لأنه ملتزم بفريضة الصيام، وكأنهم يلتمسون له العذر .
ويقول أحد الأساتذة :
أن ما يحدث في المساجد خلال رمضان لا علاقة له بأي نوع من أنواع النفاق، بل هو راجع فقط «لنقصان المواكبة التربوية للمغاربة، هذه المواكبة تحصل في رمضان بالموازاة مع توقف نشاط عدد من الناس الذين يشتغلون بأدوات إلهائية كالخمارات مثلا. أما المواكبة التربوية فالمعني بها هم الدعاة الذين يتكاسلون في الغالب عن أداء واجبهم خارج رمضان». لا أحد يستنكر امتناع المسلمين عن أداء الصلاة، علما أنها عماد الدين وأنها تتقدم على الصيام من حيث ترتيب أولويات الإيمان، ألم يقل الرسول «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر»؟ و«أن بين الرجل وبين الشرك، والكفر، ترك الصلاة»؟… ولا أحد يذكر أن الزكاة، مثلا، علما أنها هي الأخرى فرض ديني، ما معاهش اللعب؟ في حين لا يتسامح أحد مع الّلي كياكل رمضان، «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به».
**
** عبد الباري الزمزمي: فالتعبد لله عز وجل هو سنة الإنسان المسلم في حياته كلها ، وليس في رمضان فقط،
تشرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على ما يسمى بالدروس الحسنية الرمضانية وهي عبارة عن سلسلة من الدروس ، تقام خلال أيام الشهر الكريم بحضور كوكبة من العلماء والدعاة، يلقون دروسا دينية، توضح عظمة هذا الشهر وتجيب على العديد من الأسئلة.
وفي هذا الصدد صرح عبد الباري الزمزمي ، عالم ديني ، بأن ظاهرة إقبال المسلمين على الطاعات والعبادات خلال شهر رمضان هي ظاهرة جيدة وصحية بحسب ثقافة الإنسان الشرعية، فمن فضائل هذا الشهر – يقول الأستاذ الزمزمي – أن الناس يحاولون الإكثار من فعل الخيرات، ولكن لسوء الحظ لا يأخدون بهذا المبدأ بعد رمضان ، فالتعبد لله عز وجل هو سنة الإنسان المسلم في حياته كلها ، وليس في رمضان فقط، كما أكد على أن دور الإعلام يجب ألا يقتصر على تقديم البرامج الدينية فقط في رمضان ، لأن هذا يعتبر إستغلالا لشهر رمضان، الذي يقبل فيه المسلمون على برامج الوعظ والإرشاد، من جهة أخرى إعتبر الأستاذ الزمزمي انه فعلا هناك من لا يصوم رمضان برضى كامل، وهناك من يصوم ولا يصلي، فهؤلاء منهم من يجعل الليل في رمضان هو الفترة المناسبة لتعويض ما فاته خلال النهار من شرب خمر، أو تناول المخدرات وأكثرهم شباب طائش .
. الدعارة في رمضان
تتخلل ليالي رمضان بالعاصمة الاقتصادية مجموعة من الظواهر من بينها أن لكل مقهى زبناؤها المدمنون، إما على احتساء القهوى و تتبع المبارات الرياضية التي تنقلها في الغالب الجزيرة الرياضية .
وهناك من يهرب من مشاكل البيت ليجد متنفسا آخرا في تبادل الحديث مع الأصدقاء ، أو الزبناء الذين اعتادوا التردد على هذه المقاهي. كما افتتحت خلال هذا الشهر مقاهي فاخرة مختصة في الشيشة والموسيقى الساخبة زبنائها من المراهقين والمراهقات الذين يتعاطون" الشيشة". والغريب في الأمر لا يقتصر تعاطي الشيشة على الذكور بل ما يلاحظ أن الإناث أصبحن ينافسن الذكورفي الإدمان، وتتراوح أعمارهن ما بين 15 و 20 سنة. يقول نادل بمقهى قرب بنك المغرب: " لبنات ولو كيخلعو تيقيلو هنا في هذ القهوة ، هذو راهم معندهومش والديهم ... الله يستر كيجوا هنا كيشيشو ، ويقلبو على شكون لديهم، أودي مكينش علاش تعول البلاد مشات مع الشيشة و الطاي باس ، وا لحم لبنات ولا غير امشتت ، العجب زادو في لحم البكري ورخصو لحم بناتهم ، الله يحد الباس من هذ الزمان..." .
الظاهرة الخطيرة خلال هذا الشهر تتمثل في تحول الأماكن ليلا كعين الدئاب، أنفا ، ألبير بروميي إلى وكر للعاهرات والشواذ جنسيا من من مختلف الأعمار، وفي جولة بها، تواجهك فتيات يقمن بالمشي ذهابا وإيابا على جوانب الساحة وأخريات جالسات على كراسي حديقة الساحة . وإذا صادفتك الظروف ومررت بجانبهن يعرضن أجسادهن للبيع بأثمنة بخسة تتراوح ما بين 20 إلى 50 درهما. وقد تختلف تلك الأثمنة حسب سن العارضة.
تقول السعدية ، سنها تجاوز الثلاثين سنة " أخويا هاذ الدريان مخلونا خدمة زادوا حتى الشواذ قو... علينا، عندي وليدات كيتسنوا الكسوة والماكلة والسوق. حتى واحد مبقا تيدها في حتى الكلب ولا يهرب ، بنات 13 و 15 عمرو علينا السوق ".
وفي هذا الإطار تشن مصالح الأمن حملات تمشيطية خلال ليالي رمضان ، بحيث ألقت دوريات الأمن القبض على عدد من الفتيات وبعض الشواذ جنسيا في حالة تلبس.
وفي تصرح للأستاذ مصطفى قصي محامي بهيأة المحامين بالدار البيضاء ، أكد أنه خلال شهر رمضان تكثر ظاهرة الفساد أي الدعارة ، حتى هذا الشهر المقدس لم يحترم فمجرمو البشر لم يكفهم انهم يتاجرون بالحرام والفجور احد عشر شهراً من السنة عبر أقامتهم مشاريع الدعارة في الأرض وترويج الانحدار الأخلاقي بين الناس من خلال عملهم الذي لا يتقنون في الدنيا غيره، وهو "القوادة" اليومية واستيراد المومسات وتصديرهن عبر غطاء النوادي الليلية، والحفلات الغنائية، والعروض السياحية، والخدمات الفندقية، والشقق اليومية.. بل أصبحت الدعارة الرمضانية، هي الأقوى لهم في كل عروضهم السنوية. ولا تتوقف سفالتهم عند احتقاره، ولكنهم يبدأون قبل ان يأتي رمضان بستة أشهر او أكثر لتمزيق كل فضيلة في هذا الشهر حيث تبدأ عروضهم الساقطة من بعد الافطار مباشرة فذاك مخنث يتشبه بالنساء وتلك مومس تتشبه بالرجال وهذا يقفز وهذه ترقص، وهكذا شأنهم في كل يوم من ايام الشهر الفضيلة يجتمع هذا الخليط العفن لعرض كل انواع الابتذال ونحر المراجل وقتل الرجولة وتمزيق العفاف وهتك الحجاب،فهذه تهز وسطها واخرى تكشف فخذها وذاك يعرض تخنثه ويتفاخر بانتكاس فطرته، وهكذا يفسدون الأسرة المسلمة ويمزقون كل فضيلة كانوا سيكتسبونها من خلال شهر الصيام والتقوى



**

ليست هناك تعليقات: