الخميس، 6 سبتمبر 2007


لم تكن والدة فاطمة الزهراء، تعتقد يوما أن وفاة فلذة كبدها ستكون بهذه الطريقة البشعة ، التي يتألم لها القلب ويقشعر لها البدن ، فقد كانت الفاجعة مؤلمة بجميع المقاييس بحيث لم يصدق ذوو الضحية الخبر الذي إعتبر بمثابة الصدمة التي تلقاها أبوي فاطمة الزهراء وكل من كان يحب هذه الطفلة الوديعة المفعمة بالحيوية الطفولية التي إنكتب لها أن تغتصب بين يدي غول معوق لم يشفق على براءة الصغيرة ، ولم يرحم دموعها وحرقة أسرتها عليها ، فإرتكب جرمه البشع ولما سيطر الخوف عليه ضربها على رأسها وخنقها ، آملا أن تنمحي معالم جريمته ، التي إستنكرت لها ساكنة درب إسماعيل الشرادي ودرب السلام وهيئات المجتمع المدني ونخص بذكر جمعية ما تقيش ولدي التي حضرت لمراسيم الدفن .

كان منزل الضحية يعج بالمعزين بعد أن عادو من مقبرة الرحمة حيث وري الثرى على جثمان الفقيدة ، وأغلبهم نساء ، شاركوا الأم ألم الفراق ، ومر فقدان فاطمة الزهراء المعروفة بشقاوتها ومشاكستها ولعبها مع أطفال الحي ، إضافة إلى إجتهادها الذي أكدته أستاذتها في القسم الأول ، كما أن فاطمة الزهراء تعتبر دلوعة الأسرة المكلومة تحكي الأم بوغرياد نعيمة " لما عدت من عملي على الساعة الثامنة والنصف ، وجدت أفراد عائلتي يبحثون عن إبنتي ، بحثنا في كل مكان ، في الأزقة ودروب البيضاء ، في المستشفيات حتى المقابر ، ولكن دون جدوى ، دهبت إلى مقر الشرطة وحكيت لهم القصة كاملة ، وأن سبب الحادث هوالهاتف المحمول الذي دهبت إبنتي لجلبه من عند خالتها التي تقطن درب السلام ، غير أنها لم تعد ، تضيف نعيمة في صباح اليوم التالي إستكملنا البحث ، غير أن زوجي أصر على الإتصال برقم الهاتف الذي كان بحوزة فاطمة الزهراء ، وبعد تكرار المحاولات أجاب شخص ، إسمه سعيد وهو يشتغل حارس ، أخبرنا بأنه إشترى الهاتف من عند شخص أعرج وبأنه يعرف ملامحه جيدا ، لما واجه زوجي المجرم بالحقيقة أنكر كليا ، وأخبرنا بأنه إشترى الهاتف المحمول من عند شخص يدعى " زريقة" غير أن هذا الأخير أنكر كذلك التهمة المنسوبة إليه ، ليبقى الفاعل الأصلي بحسب الأدلة الموجودة هو الأعرج ، غير أن هذا الأخير متع بالسراح لمدة أربع أيام ، إلى أن جاءني خبر العثور على إبنتي مرمية في وكر البناية المقابلة لنا " حتى فات الفوت "
فكل المعزين الذين صادفناهم إستنكروا للحادث الأليم ، حيث إنتفضت خالة فاطمة الزهراء غاضبة " راه ماكانش بوحدوا ، ما يمكنش شخص معاق يقدر على فاطمة الزهراء ، أنا مربياها ، كان معاه شي حد اللي عاونوا ، أنا بغيتهم يقتلوه ، غير اللي بقا فينا هو ان البوليس ما تعاونش معانا ، حيث حنا فقراء ، كون غير تعدى عليها وخلاها لينا حية "
أما أسماء أخت الضحية ، فهي تتجرع مرارة فقدان أختها ، التي كانت محبوبة عند الجميع ، تقول أسماء " كانت عزيزة علي ، كنت نقول مع نفسي أنه سيأتي يوم وستصبح أختي كبيرة ، تخرج معايا ، نحكي ليها وتحكي لي ، ولكن ما كتابش ، دابا حتى شي حاجة ما تقدر تعوض لي أختي فاطمة "
وإذا كانت هذه الجريمة ، قد خلفت موجة من الرعب في صفوف سكان الدرب ، الذي تجاوره عمارة مشبوهة ، أصبحت وكرا للدعارة وإغتيال براءة الأطفال ، فإن السكان يطالبون بتشديد الأمن على مثل هذه الأكواخ و إستغلال شساعة المساحة في مشروع يدر الدخل على الساكنة بدل أن يبقى المكان مستغلا من قبل الشماكرية والمجرمين.
اما الأب المكلوم فلم يصدق الفاجعة " ملي قالوا لي باراكا في راسك ، ومنعوني نشوف إبنتي ، خرجت ساخط على الوضع وتنقول اللهم إن هذا لا منكر ، والكل يواسيني الله بغاها راه الداها ، أما آن فأنا أطالب بأن يعاقب هذا المجرم بأشد عقوبة وهي الإعدام وهذا الأخير هو أرحم له ، ولكن الله هو الذي سيأخد لي حقي ، غير أنا تنطالب جلالة الملك محمد السادس ، بأن يقف معنا ، وان تشدد المراقبة الأمنية في جميع دروب وأزقة البيضاء "
نفس الأمر عبر عنه خال الفقيدة ، " الخبر نزل علينا كالصاعقة لم نتقبل بتلتا ، بحيث أصبنا بصدمة ، لازالت آثارها سارية لحد الآن ، ولن تنمحي ما دام هذا المجرم لم ينل الجزاء الرادع ، لكي يكون عبرة لكل من خولت له نفسه أن ينتهك أعراض الناس .
من جهة أخرى تابعت الجمعيات المهتمة بشؤون القاصرين الحدث المفزع حيث قالت رئيسة جمعية ماتقيش ولدي في حديث ليومية الصباح " أن ما وقع دليل آخر على أن الأطفال مهددون في أي وقت ، وأن ما قام به الجاني ( الجار) يدق ناقوس الخطر ، إذ ينبغي على الجمعيات وهيئات المجتمع المدني الإنتباه إليه ، كما أوردت نجاة أنور ، رئيسة الجمعية أنه يجب المشاركة بكثافة في حملات التوعية والإسهام في الوقوف ضد هؤلاء الأشباح .
وفيما يخص المتهم فقد أحيل يوم الإثنين ، على الوكيل العام للملك بإستئنافية الدار البيضاء وقد دونت في صك إتهامه تهم ( الإختطاف ، الإغتصاب ، والإحتجاز)

ليست هناك تعليقات: