الخميس، 21 يونيو 2007

نار الهجرة


بقدوم فصل الصيف ، تفتح أبواب الموانئ والمطارات المغربية لإستقبال الجالية المغربية القادمة من ديار المهجر ، مرحبا بيهم في بلادهم . هذا ليس هو صلب المشكل ، الإشكال في العقلية التي يتمتع بها جل المغاربة الذين يسيطر على أذهانهم الحكم على الناس من خلال المظاهر الكذابة التي في الغالب تعطي نظرة خاطئة لجوهر الأشياء ، اللي الإنسان تيخدع بيها بنادم غير باش يحس بأنه بنادم ، لماذا؟ لا يعيش المرء راضيا بما أعطاه الله من نعم لا تحصى ولاتعد ولا ضروري خص الفيلا،والطونوبيل ،فالغنى غنى النفس ، لما يصبح الموت هوالسبيل لتحقيق ذلك الغنى ، بحيث نجد بأن المتعاطين للهجرة عبر قوارب الموت هو في إرتفاع مضطرد خصوصا في الفترة التي تتأجج فيها عاطفة الحسد والحقد على أولئك الذين يأتون إلى المغرب بعد عام من التعب والمعاناة محملين بالهدايا بحال بابانويل .كل هذه العوامل وغيرها جعلت الحراكة يضحون بأنفسهم حتى ولو كان ذلك بالموت في أعماق البحار التي لا تميز بين الإنسان والسمك العائم في جوفها هذا هو الحماق بعينوا .كيف يتصور أن الإنسان ، قد يسوس له الشيطان إلى درجة أنه يفكر في خوض غمار تجربة الهجرة عبر قوارب الموت آملا أن ينتقل إلى الضفة الأخرى التي تمثل بالنسبة لهم الجنة، فيستضم بواقع مخيف ومر المذاق بعد أن يكون قد ظل طريق العودة . كيف نغير تفكير شبابنا ، ونوضح لهم الصورة الحقيقية للحياة التي ليس فقط المال هو اللي ضروري فيها ، صحيح أن المال لا أحد ينكر أهميته في هذا الزمن في ظل مشكل البطالة وعجز الشباب المغربي عن إيجاد عمل يحقق لهم الدار ،السيارة ،الأسرة .ولكن ما المعمول الرزق بيد الله ، لهذا فمن الضروري أن نعلم أبنائنا حب الحياة وحب الوطن وذلك بتحقيق المصالحة مع الله ومع النفس ،ومع الناس ،نعلمهم الرضى والقناعة التي هي كنز لا يفنى وبأن العمل عبادة وبأن الإنتماء هو سر السعادة والنجاح في هذا الوجود.

ليست هناك تعليقات: