السبت، 31 مايو 2008


في ظل مد موضة هيفاء وهبي ونانسي عجرم

فتيات المدارس المغربية يدخلن عالم التغرير والإغراء




تلميذات في عمرالزهور يغرر بهن إما من قبل راقصات القنوات الفضائية، أومن قبل ذوي النوايا السيئة، لممارسة مختلف أنواع الفساد الأخلاقي، عري ، دعارة، تدخين الشيشة والتعاطي للمخدرات...في مقابل مغريات مادية، تضمن لهم مستوى راق في العيش، مغريات تقبلها الفتيات( القاصرات) لأسباب متعددة، بوعي أو بدون وعي، وتصبح هي الأخرى أداة للتغرير، ببنات جنسها كل ذلك يقع في غفلة من المجتمع بمختلف مكوناته، دون أي رقابة أسرية أو مجتمعية ولا حتى مدرسية.
فأين هو دور الأسرة في مراقبة بناتها؟ أين هو دور المدرسة في زجر الخارقين لقانونها؟ هل غياب التواصل بين الآباء والأبناء هو السبب؟ هل البحث الذؤوب عن المادة هو السبب؟ هل اجتياح قنوات هيفاء وهبي ونانسي عجرم هو السبب....؟

كثيرة هي الظواهر التي أصبحت تنتشر هذه الأيام في مجتمعنا المغربي، بفعل مجموعة من المتغيرات التي لا يشكل ظهورها في المغرب إستثناءا فمعظم الدول العربية تعاني منها، فبفعل إنتشار الفضائيات والقنوات التي تحرض على الإنحلال الخلقي، أصبحت فتياتنا مجرد مقلدات غارقات في ظلمات الموضة، والمظاهر الخادعة التي صدرتها لنا مجموعة من الدول لأسباب من ضمنها طمس عقول الشباب خاصة القاصرين منهم.
فقد أصبحنا نرى فتيات لا زال سنهن لا يتجاوز الخامسة عشر سنة، خلعن ثوب البراءة ولبسن ثوبا غير ثوبهن، وهن ما زلن في سن مبكرة، بلكاد بدأن يتعرفن على الحياة وعلى خباياها، التي تشكل مرحلة الدراسة محطة مهمة، يجب أن تستغل أحسن استغلال، من حيث التحصيل العلمي والبحث المعرفي.
غير أن مجموعة من التغيرات التربوية وحتى التعليمية، جعلت المؤسسات التعليمية لم تعد تقم بدورها كما يجب، نظرا لعدة أسباب، من بينها أن البحث عن الثقافة والعلم في عصر الماديات تلاشى، فمعظم التلاميذ اليوم طالهم الإحباط بسبب التغيرات التي لحقت أنظمة التعليم، والتي ليست لها جدوى في تسهيل ولوجهم لسوق الشغل، الأمر الذي أثر سلبيا على بعض الفتيات وجعل ذهابهن للمدرسة هو من سبيل تضييع الوقت، وليس من أجل التحصيل.

قاصرات ولكن

فتيات قاصرات يذهبن إلى المؤسسة التعليمية، بألبسة ضيقة، تصف جسدهن الأنثوي، مع الإكثار من استعمال" الماكياج"، ووسائل التجميل، مقلدين في ذلك ما تراه أعينهن في قنوات روبي وهيفاء وهبي. فحتى الوزرة المدرسية لم تسلم من التطوير، بحيث قزمت بشكل يساعد الفتاة على كشف مفاتنها التي تستعملها للإيقاع بضحاياها إما من التلاميذ، أومن الأساتذة الذين بعضهم استغل الفرصة، وأصبح يتمتع في قسمه بالتلميذات الجميلات، حتى أن بعض الأساتذة يمنح النقط الجيدة للتلميذة التي تعجبه و يقصي التلميذات الأخريات.
ولكن المشكل ليس في اللباس وشكله، لأن هذا الأخير بحسب فلسفة العصر، يعد مجاراة للموضة ولصرعاتها، ولكن الخطير في الأمر هو أن هذه الألبسة التي ترتديها معظم الفتيات هي تقدم صورة خاطئة عن التلميذات، وتجعلهن فرائس سهلة للمغررين، وذوي النوايا الخبيثة التي أصبحت المؤسسات التعليمية ملاذهم للإصطياد فرائسهم، معتمدين في ذلك على استغلال ظروف الفقر والحاجة، التي قد تجعل العديد من الفتيات القاصرات يقعن في براكين الفساد، بدون علم أسرهن، وفي غياب أية رقابة مدرسية، أو مجتمعية، هذا التغرير الذي قد تتعرض له بعض الفتيات، قد يجعلهن فيما بعد يمارسن نفس الدور ولكن هذه المرة كوسيطات، يغررن هن كذلك ببنات جنسهن.
وبحسب شهادة بعض تلميذات إحدى ثانويات البيضاء، قالت"" أصبحت المدرسة هي المتنفس الذي تجد فيه الفتيات حريتهن، فدورها قد إندثر فالفتاة لا تأتي لتدرس بالدرجة الأولى بل تأتي لتصيد الفرص للإيقاع بالأساتذة الذين يدرسونها حتى تضمن نقطة جيدة في آخر السنة".
فبعض الفتيات، أصبحن يتاجرن بأجسادهن على مرأى ومسمع صديقاتهن، وفي بعض الأحيان مع علم أسرهن، الأمر الذي ترجعه تلميذة أخرى، إلى غياب ثقافة الوعي بالقيم والمبادئ التي يجب على الفتاة أن تتحلى بها، والتي من ضمنها صيانة شرفها وكرامتها.

الأسرة نواة المجتمع

ظاهرة التغرير بالفتيات القاصرات، هي ليست وليدة اليوم، بل هي موجودة منذ زمن، وعانت منها العديد من الأسر والمدارس لسنوات، وما زالت ولكن لا أحد للأسف إستطاع أن يجعلها قيد الدرس والمعالجة، فالتركيز يذهب إلى قضايا مجتمعية أخرى، هي أقل أهمية بالنظر إلى المشاكل والآثار التي قد تخلفها، السلوكات السيئة لبعض القاصرات اللواتي لا يملكن قدرا من الوعي الفكري الذي يمكنهن من التمييز بين الخطأ و الصواب، الأمر الذي يجعلهن مؤثر سلبي على صديقاتهن وعلى محيطهن المدرسي.
فبحسب بعض الآراء التي استقيناها والتي اختلفت بحسب مرجعية صاحبها، عمدت كلها على التركيز على دور الأسرة كنواة لإستقرار المجتمع.
فبحسب رأي بعض الأمهات، فإن مراقبة القاصر هي أمر يبقى حكرا على مؤسسة العائلة، هذه الأخيرة التي يبقى على عاتقها، تربية الأبناء على الأخلاق ، والقيم الدينية، من خلال نهج أسلوب الحوار والتواصل، أما فيما يخص الفتاة فإنها يجب أن تحاط بعناية خاصة في مختلف مراحل نموها، خاصة من طرف الأم، التي يجب أن تكون على قدر من المسؤولية والوعي الكامل بخطورة المراحل التي تمر منها ابنتها حتى تتمكن من التأقلم مع كل مرحلة على حدا، وبأن لا تمكن الفتاة من الحرية الكاملة بل يجب أن تكون وسطية في تعاملها معها.
فالمجتمع بعد تحرره من السلطة الأبوية، نجده اليوم قد منح السلطة إلى الأم هذه الأخيرة التي قد تكون نموذجا يحتذى به في سلوكاتها كما يقول المثل "الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق"، وقد تكون نموذجا سيئا يكون من ضمن أسباب انحراف الفتاة، فهناك بعض الأمهات يقدمن نموذجا سلبيا لبناتهن من خلال طريقة لباسهن ووضعهن لمساحيق التجميل، والخطير أن بعض الأمهات للأسف أصبحن يشجعن بناتهن على شراء مثل هذه الألبسة التي تكشف مفاتن ابنتها ، ومنهن من يدفعنهن عنوة للممارسة الدعارة والرقص في شقق الخليجيين.
ومن جانب آخر أكدت إحدى السيدات، بأن الوازع الديني هو العمود الفقري في الحفاظ على أخلاق الفتيات، من خلال التركيز عليه منذ الصغر، دون إهمال جانب المراقبة والتواصل مع المؤسسة التعليمية التي تشكل هي الأخرى طرفا في بناء شخصية التلميذات اللواتي يدرسن بها، فالعلاقة هي تكاملية بين الأسرة والمدرسة والمجتمع.

كن ابن من شئت واكتسب أدبا

إذا كان دور الأسرة مهم كنواة أساسية لبناء المجتمع فإن دور المؤسسة التعليمية لا يقل أهمية، ففي الوقت الذي كانت فيه المدرسة بمختلف مستوياتها نموذجا حيا للتعليم والإنضباط والتحلي بالأخلاق، نجدها اليوم بدأت تفقد دورها التربوي وتقتصر فقط على الدور التعليمي، هذا الأخير الذي يعرف بدوره بفعل مجموعة من العوامل تراجعا ملحوظا في السنوات الأخيرة.
وفي رأي بعض الأساتذة، فإن الأستاذ لا يمكنه القيام بالدور التعليمي والدور التربوي معا، إلا في حالات شاذة، تستدعي منه التدخل بصرامة في حق من لا يحترم حرمة القسم ونظامه، أما المراقبة فهي من دور الإدارة، فالحارس الذي يفتح الباب للتلاميذ مفروض عليه أن يمنع دخول أي تلميذ يرتدي لباسا مخلا بالآداب ولا يليق بالمؤسسة التعليمية.
وفي رأي الأستاذة الزجلي"أستاذة مادة التربية الإسلامية" بإحدى الثانويات في مدينة الدار البيضاء، "فإن الرفقة السيئة تعد من إحدى الأسباب الرئيسة في التغرير بالفتيات، هذا التغرير الذي قد يكون بطريقة غير مباشرة، كنوعية اللباس الذي ترتديه بعض الفتيات في المدارس ونوعية الهاتف المحمول الذي من خلاله قد تغرر بفتيات أخريات، فإذا كانت الأسرة تربي وتقوم بدورها على أحسن وجه فإن المحيط قد لا يساعد على انباث الزرع في أحسن الظروف، كذلك من بين الأسباب التي قد تكون سببا في التغرير بالقاصرات مسألة الطبقية التي قالت بأنها من اخطر الإغراءات التي قد تواجهها الفتيات داخل المدرسة، بحيث يطالبن أسرهن بتحقيق نفس المستوى من اللباس وغير ذلك، الأمر الذي قد يدفع الفتاة في حالة عدم تلبية طلباتها بسبب الفقر والحاجة، بسلك طريق الدعارة والفساد لكي تحقق مستويات راقية من العيش تتنافس فيها مع صديقاتها".
كما أضافت الأستاذة" بأن الإعلام وكثرة الفضائيات لعب دورا كبيرا في التغرير بالقاصرات، حتى أنهن أصبحن مجرد مقلدات لهيفاء وهبي ولنانسي عجرم، وللأسف فان هذه التغييرات التكنولوجية لم تواكبها تغييرات على مستوى الأسرة والمدرسة، ولم تفرض عليها المراقبة من قبل المختصين في حماية فلذات أكبادنا ".
وبحسب بعض الذكور، فإن التلميذات ليسوا بريئات، رغم أنهن لم يبلغوا سن الرشد، بحيث تجد الفتاة في سن 15 سنة ، تقوم بالتغرير بالرجال في الشوارع العمومية، بدون أي رقابة أسرية.
فتاة أخرى تقول "بان المشكل الذي يجعل الفتيات ينسقن وراء من يقوموا بالتغرير بهن، هو المادة والبحث عن موارد مالية تمكنهم من ارتداء أحسن الثياب ووضع أحسن الروائح، وأكل أحسن الوجبات، فالقاصر في هذه السن الحرجة تكون لم تكتسب بعد القيم والمبادئ الأخلاقية والدينية، التي تجعلها تميزوتوصد الباب في وجه المغريات التي قد تعترض طريقها".
في نفس السياق أخبرتنا بعض الأستاذات من ثانوية ابن شهيد عن حالات شاذة واجهتها الثانوية بحزم، وبالمنع الكلي لدخول التلميذ إلى القسم، لكن للأسف قوبلت بتعنت الأسر التي تعتبر بناتها رغم عدم احترامهن للقانون الداخلي للمؤسسة التعليمية، على صواب، وبأنها تتحكم في تصرفاتهن وليس من حق الثانوية منعهن من الدخول إلى حرمها بحجة لباس مخل بالأخلاق أو الآداب.
فالأسرة يجب أن تكون علاقتها بأبنائها أفقية وليست عمودية، مبنية على الحزم وعدم التسيب، مع مزيد من العطف والحنان، ففي الوقت الذي تشعر فيه الفتاة بالحرمان العاطفي قد تنساق وراء أي شخص يشنف أسماعها بكلام معسول، لا تدرك نتائجه إلا فيما بعد.

مافيا الفضائيات تفسد أخلاق البنات

إن العديد من الأشخاص الذين صادفناهم، ربطوا لنا تغير سلوك الفتاة بانتشار القنوات الفضائية، فهي بحسب رأيهم تتحمل القسط الأكبر من المسؤولية، إلى جانب الدولة التي لم تخلق آليات للمراقبة، ومنع بعض القنوات من البث على ترابها الوطني، ففي ظل التحرير الذي عرفه المشهد الإعلامي العالمي أصبحت العديد من القنوات تصدر ثقافة العراء بدعم من قوى خارجية إلى الدول العربية والإسلامية، لان هؤلاء في نظرها متشوقون لهذا النوع من المشاهدة، تطبيقا للمثل الشائع" الممنوع مرغوب" وذلك من خلال تقديم أغاني وفيديو كليبات لراقصات، ليس همهن إلا الشهرة وبيع أجسادهن بالدولار، وكذا من خلال برامج تحصل على أعلى نسبة من المشاهدة، كبرنامج ستار أكاديمي الذي شاركت فيه مؤخرا ، قاصر مغربية " أسماء" و أثارت مشاركتها ضجة إعلامية على الصعيد الوطني، واتهم فيها البرنامج باستغلال القاصرات قصد تحقيق أعلى نسبة من المشاهدة.وفي خضم الصراع التكنولوجي الحديث باتت ظاهرة التغرير بالقاصرات تتم بسهولة ودون عناء يذكر، عن طريق ما يسمى بالشات عبر الشبكة العنكبوتية ( الانترنت) ، بحيث نجد بعض الفتيات أصبحن مدمنات عليه إلى درجة أصبح الحديث عن مغامراتهن مع زبنائهن، أمر عادي قد تسمعه وأنت في الحافلة أو في الشارع، وقد يتطور الأمر إلى أشياء خارجة عن النطاق المسموح به في مجتمع مسلم له عادات وتقاليد، دون أي مراقبة قانونية، ففي الدول الغربية المصدرة لهذا النوع من التكنولوجيا، نجدها قامت بالتنصيص على قوانين تكبح جماح من تخولهم أنفسهم التغرير بالفتيات أو التحرش بهن، لكن في المغرب، ليست هناك مراقبة للسلوكات أللأخلاقية التي قد تمارس في الخفاء، ولا يعلم بها حتى من قام بشراء الجهاز.

الاثنين، 26 مايو 2008

نظام "سيبير كود"

يقض مضاجع أرباب مدارس تعليم السياقة



إن التطور التكنولوجي في الإمتحان النظري للحصول على رخصة السياقة سهل عملية الرشوة، بدل أن يصعبها على ذوي النفوس التي تقايض النجاح بدفع مبلغ مالي إضافي على المبلغ الرئيسي الذي تحصل عليه مدارس السياقة، فالأيدي الخفية في مجال الرشوة لن تنفع معها التكنولوجيا الحديثة ولا نظام "سيبير كود" ليردعها ويوقفها عن حدها، فأي تطور تكنولوجي في هذا المجال سيجد له هؤلاء تكنولوجيا للرشوة مضادة له وكابحة لجماح تطوره.

كان الحصول على رخصة السياقة في السابق يتم بطريقة تقليدية تعتمد على الحفظ بالدرجة الأولى حتى يتمكن المعني بالأمرمن اجتياز الإمتحان النظري للحصول على رخصة السياقة، ولكن مع الثورة التكنولوجية التي عرفها العالم في مجال الحاسوب، كان من الضروري على المغرب أن ينخرط فيها حتى يتمكن من مسايرة الركب في هذا المجال، لهذا فقد كان من الضروري أن تقتحم هذه التكنولوجيا مدارس السياقة، فاعتمد نظام الكود من خلال الحاسوب في مختلف سيارات التعليم، بل أكثر من ذلك فقد أصبح اجتياز الإمتحان النظري يتم عن طريق الإجابة على 31 سؤال يظهر على شاشة الكومبيوتر حتى يضمن الشفافية والمصداقية للإمتحان وحتى يتغلب على الرشوة التي كانت مستفحلة في النظام القديم،
فكان هذا النظام المطبق حاليا بمثابة قارب النجاة للعديد من الناس الذين كانوا يشتكون من الرشوة فضلا على أنه بشهادة أهل الميدان يعد أحسن بكثير من سابقه، لأنه يتوفر على مجموعة من المزايا تجعله يوفر فرص كبيرة لنجاح المتدرب.
لكن للأسف، فحتى النظام الجديد وبحسب العديد من الناس لم يسلم من الرشوة، وأضحى النجاح في امتحانه النظري والتطبيقي لا يخلوا من دفع مبلغ إضافي، بحيث أن عدد الحاصلين على الرخصة بدون دفع الرشوة في مختلف مدارس السياقة لا يتعدى عددهم رؤوس الأصابع، لذلك نجد المواطن المغربي يتساءل عن المسؤول على هذه الوضعية التي تشكل نقطة سوداء تلطخ سمعة السياقة في بلد يعد من ضمن البلدان المتقدمة في حرب الطرق.
من ثمة نجد بان العديد من الأشخاص يدعون إلى تفعيل نظام جديد يصطلح عليه ب"سيبير كود" لعله يحد من تفشي هذه المعضلة، لكن في نفس الوقت، نجد جهات أخرى ترفض نظام " سيبير كود" رفضا قاطعا وتسعى جاهدة لعدم تطبيقه من قبل وزير النقل والتجهيز" كريم غلاب"، لأنه سيضرب مصالحها ومصالح زبائنها.

"دهن السير يسير"

إن العديد من الطلبة الذين صادفناهم في بعض سيارات التعليم بالمغرب، يشتكون من الرشوة في جميع المجالات وبالأخص، عندما يرغب الشخص في الحصول على رخصة للسياقة حيث تكثر المحسوبية والزبونية، خاصة في الإمتحان النظري فأمام مقر اجتياز هذا الإمتحان، يجتمع يوميا عدد ممن يرغبون في الحصول على رخصة للسياقة، ونفسيتهم جد سيئة نظرا للإرتباك والخوف الذي يصابون به بسبب رهبة الإمتحان؟ خاصة الذين يعولون على مجهودهم الشخصي وذكائهم في الإجابة على الأسئلة، أما الذين يطبقون مقولة " دهن السير يسير" فلا يشعرون بهذه الرهبة بتاتا.
تقول إحدى السيدات التي التقيناها، أن زوجها هو الذي دفعها لتجتاز هذا الإمتحان، وهو من تكلف بمصاريف مدرسة السياقة ولكن للأسف رسبت ثلاث مرات وهي الآن مضطرة لدفع الرشوة حتى تتمكن من سياقة سيارة زوجها، لتساعده في جلب الأطفال من المدرسة والقيام ببعض الحاجيات الأخرى، سيدة أخرى التقيناها وعلامات الفرح بادية على محياها بعدما تمكنت من النجاح في الإمتحان النظري ، وهي الآن تنتظر الإمتحان التطبيقي التي هي متأكدة من النجاح فيه لأنها تتقن السياقة، وهي ترفض مبدأ الرشوة قطعيا، وتقول أن هذه العادة سيئة ابتدعها المغاربة وجعلوها قانونا يسري على الجميع، وهذا غير مقبول في مجتمع يحرم دينه الإسلامي الرشوة ويلعن الراشي والمرتشي.
الذكور كذلك كان لهم نصيب مع المعاناة النفسية التي يخلفها اجتياز هذا الإمتحان فمنهم من رسب مرات عديدة ولكن لم ييأس لأنه يتقن السياقة وما عليه إلا الحصول على الرخصة حتى يتمكن قيادة السيارة،غير أن حدة هذا التعب النفسي تزداد عند من يقبل على اجتياز امتحان سياقة الشاحنة، فالغالبية يرسبون، والكل يجمع على أن من يدفع الرشوة ينجح بكل سهولة ومن لا يدفع ينتظر في صفوف الراسبين لينال حظه من النجاح.
وفي فصل الصيف بالذات يزيد الإقبال على مدارس التدريب الخاصة من قبل الموظفين الذين بحكم الوقت والعمل لا يجدون متسعا من الوقت لدراسة قانون السياقة إلا في هذه الفترة ، أما الذين يريدون السفر إلى الخارج فيتحتم عليهم الحصول على هذه الرخصة بأي ثمن قبل الإنتقال الى الضفة الأخرى.
غير انه إذا كانت رخصة السياقة تختلف بحسب نوع وسيلة النقل المعتمدة، فالحصول على رخصة سياقة لقيادة سيارة ليس هو الحصول على نفس الرخصة ولكن هذه المرة لقيادة شاحنة أو حافلة وهنا مربط الفرس ومكمن الخطر، فالرشوة إذا كانت تسهل عملية اجتياز الإمتحان النظري فإنها تعرض حياة العديد من الأشخاص للخطر لأن الحاصل على شهادة النجاح لن يحترم القانون وسيكون متهورا بحياته وحياة من يركبون معه، وهذا بالضبط ما نلمسه في شوارعنا وطرقاتنا، التي ترتكب فيها يوميا أخطاء فادحة بسبب عدم مبالاة السائق وعدم احترامه لقانون السير الذي يجب أن تخصص له مادة مستقلة في المدارس حتى نتمكن من خلق جيل يحترم القانون عامة ويعرف كيف يتعامل معه.

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

هذا النظام الجديد الذي نتحدث عنه إذا كان يتميز بكونه واكب عصر السرعة والتطور في مجال السياقة، إلا أنه حرم فئة عريضة من اجتيازامتحانه، في بلد ترتفع فيه نسبة الأمية وكذلك فرض على المتدرب الحضور يوميا الى مقرمدرسة تعليم السياقة حتى يتمكن من مواكبة الدروس وبالتالي اجتياز الإمتحان في أقل وقت ممكن، الأمرالذي آثار حفيظة مجموعة من الموظفين الذين يرغبون في الحصول على رخصة السياقة ولكن للأسف لا يملكون الوقت الكافي للحضور ومتابعة كل الدروس المخصصة لذلك، غير أننا نجد المهنيين الذين رحبوا بنظام المكننة يعتبرونه أقل ضررا من غيره من الأنظمة.
فهذا النظام الجديد رغم كونه جاء بغية تحقيق العديد من الأهداف من قبيل التقليل من الرشوة، والوصول إلى مستوى مهني وكفاءة جيدة في منهجية التكوين والحد من غطرسة التدخل البشري في الموضوع والقضاء ولو نسبيا على تقديم الرشاوى والتقليل من حدة المحسوبية والزبوينة، فإن الرياح تجري بما لا تشتهيه السفن فاعتماد الحواسيب لم يحد من ذلك بل أدى إلى مزيد من الرشوة خاصة وان هذا المجال يفتقد للمراقبة الفعالة، فبحسب أحد مالكي سيارات التعليم المشكل ليس في النظام ولكن المشكل في القائمين على تطبيقه، فأي نظام سيبتكر سبتكر له هؤلاء وسائل لتفكيكه وجعله متامشيا مع رغباتهم التي تمكنهم من تحصيل الرشاوي.

"سيبير كود" للقضاء على الرشوة

يجتهد المغرب بمختلف مكوناته في محاربة الرشوة في الحصول على رخصة السياقة، وفي هذا الصدد نجد وزير التجهيز والنقل كريم غلاب، يبشرنا بنظام جديد يصطلح عليه ب" سيبير كود" الذي يمنع الغش في الإمتحانات النظرية لرخصة السياقة، حيث يخصص جهاز لكل ممتحن بأسئلة مختلفة مع الرفع من نسبة النجاح من 30 على 40 إلى 35 على 40.
وبالرغم أن الوزارة تؤكد على أن الأجهزة هي متوفرة، وبان رؤساء المراكز مستعدون لتطبيق النظام، نجد بأن الوزير لا زال مترددا في تطبيق ذلك النظام، الأمر الذي ترجعه بعض الجهات الى ضغط لوبيات الجماعات المهنية، التي من مصلحتها تجميد هذا المشروع، لأنها المستفيد الأول من تعطيله.
وفي اتصال بالوزارة الوصية،" وزارة التجهيز والنقل" لم يرد أحد إجابتنا، عن الدور الذي سيلعبه هذا الجهاز في محاربة ظاهرة الرشوة، وظل هاتف المسؤولة بقسم الإتصال، يرن دون جواب يشفي غليل المهتمين بهذا الميدان الحيوي في المغرب.
**************
مصطفى فلاح، مسؤول في إحدى مدارس تعليم السياقة بمدينة الدار البيضاء

نظام " سيبير كود" ضربة موجعة لأرباب مدارس تعليم السياقة في المغرب



كيف تنظرون إلى نظام "سيبير كود" الذي تريد وزارة التجهيز والنقل تطبيقه ؟

إن نظام سيبير كود الذي تريد الوزارة تطبيقه، غير لائق تماما، و سيشكل ضربة قاضية على مصالح أرباب سيارات التعليم، الذين سيتضررون منه، بحيث ستصبح هناك محدودية للزبائن الذين يدرسون قانون السياقة ليس بغرض شراء سيارة، ولكن لأغراض قد تكون مهنية، بالدرجة الأولى كالشريحة التي تعاني من البطالة والتي تهدف إلى الحصول على عمل من خلال رخصة سياقة شاحنة مثلا، فضلا على أن هذا النظام الجديد سيمنع شريحة واسعة من المواطنين المغاربة الأميين في مجال الحاسوب، من اجتياز الإمتحان، وهنا يجب على الوزارة أن تحدد الفئة المعنية بهذا الأمر، هذه الفئة التي يشكل النظام الحالي فرصة جيدة لها في اجتياز الإمتحان، لأنها تعتمد على حاسة السمع وكذا الملاحظة الجيدة التي 50بالمائة ستمكنها من النجاح، غير أن نظام "سيبير كود" الخاص بالإمتحانات و الذي يعتمد بالأساس على تخصيص لكل متدرب جهاز حاسوب خاص به سيحرم شريحة واسعة من المجتمع المغربي من الحصول على رخص السياقة وبالتالي ستتضرر مصالحها ومصالح أرباب سيارات التعليم.

كيف تنظر إلى النظام المطبق حاليا في اجتياز الإمتحان النظري للحصول على رخصة السياقة؟
هل حارب الرشوة أم زاد من استفحالها؟

النظام الجديد بالعكس قلل من حدة التزوير، على ما كان عليه الحال في النظام القديم، فحامل رخصة السياقة يحصل في هذا النظام على مجموعة من الدروس، إلى درجة الملل من حفظها واستيعابها، ومدارس السياقة تسعى جاهدة ليحصل المتدرب فيها على أفضل نتيجة حتى يتمكن من اجتياز امتحان السياقة، ففي النظام القديم كان الإنسان يحفظ الدروس عن ظهر قلب، ومع ذلك تبقى نسبة نجاحه ضئيلة، إذا لم يدفع للشخص الذي سيمتحنه قدرا من المال، أما اليوم فمسألة الرشوة تكاد تكون منعدمة خاصة في " الكود". فالإنسان في هذا النظام ملزم بالحضور، وملزم بتقديم صورة شخصية له، وشهادة للفحص، فأي شخص يدعي قدرته على شراء رخصة السياقة بالمال فهو كذاب.

هل النظام الجديد سيمكن من محاربة الرشوة؟

هذا النظام المطبق حاليا، هو كفيل بمحاربة الرشوة، فالمهم بالدرجة الأولى هو محاربة حوادث السير التي استفحلت بسبب مجموعة من العوامل، أهمها، ضعف البنية التحتية، تقليص سن السياقة إلى 21 سنة، أيضا ثقافة السرعة التي اجتاحت المغرب زيادة على غياب ثقافة تحمل المسؤولية عند السائقين، كلها عوامل جعلت حوادث السير ترتفع وليس النظام المطبق ولا حتى الرشوة التي تمنح، فالنظام المطبق حاليا يتميز بفعالية 75 في المائة من النظام السابق، وكما قلت لك تطبيق نظام سيبير كود هو ضربة موجعة لأرباب مدارس تعليم السياقة بالمغرب.

في حالة تطبيق نظام سيبير كود من قبل وزارة التجهيز والنقل كيف ستكون ردة فعلكم؟

يجب على هذه الوزارة قبل أن تطبق أي نظام، أن تتحاور مع أرباب مدارس السياقة، والمشرفين على الإمتحانات، حتى تكون هناك رؤية شمولية لا تتضررفيها مصالح أرباب هذا المجال الذين يشتغلون في مجال يفرض عليهم دفع الضرائب، ودفع أجور المدرسين، وكذلك شراء الأجهزة من الشركات التي تتاجر في هذه الوسائل الحديثة، دون أن ننسى شراء البنزين لتحريك وسائل النقل التي تملكها كل مدرسة على حدا، فضلا عن تعيين الشريحة المعنية بهذا الأمر ونحن نعلم بأن المغرب يعرف ارتفاع نسبة الأمية فبالأحرى التعامل مع جهاز الكومبيوتر.






الجمعة، 9 مايو 2008

تعلمت من الحياة

تعلمت أنه من أكثر الناس أذى لنا هم الأشخاص الذين أعطيناهم كل ثقتنا ، لأنهم بمعرفتهم أسرارنا يستخدمونها ضدنا يوم نختلف معهم .. وهذه لا شك خيانة .
تعلمت أن الحياة تشبه كثيراً مباراة للملاكمة ، لا يهم إذا خسرت 14 جولة ، كل ما عليك هو أن تسقط منافسك بالضربة القاضية خلال ثوان ، وبذلك تكون الفائز الأوحد .تعلمت أن النجاح ليس كل شيء ، إنما الرغبة في النجاح هي كل شيء .
تعلمت أنه يجب على الإنسان كي ينجح أن يتجنب الأشخاص السلبيين والمتذمرين والمملين والمتشائمين والحاسدين .. لآن ما يقولوه عنا إذا تجنبناهم يعتبر أقل ضرراً مما يمكن أن يسببوه لنا لو لم نتجنبهم .. الملل والتذمر والتشاؤم أمراض معدية كالكوليرا .. تجنبهم دائماً .
تعلمت أن الذي يكون مدخوله مليوناً في السنة لا يعمل 1000 مرة أكثر من الذي مدخوله 1000 في السنة .. السر يكمن في كيفية تشغيل ذهنه .
تعلمت أن الأشخاص الناجحين يتخذون قراراتهم بسرعة ويغيرونها ببطء . أما الأشخاص الفاشلين يتخذون قراراتهم ببطء ويغيرونها بسرعة .
تعلمت أن كل ما نراه عظيماً في الحياة بدأ بفكرة ومن بداية صغيرة .تعلمت أنه يوجد هناك دائماً طريقة أفضل للقيام بعمل ما ، ويجب أن نحاول دائماً أن نجدها .تعلمت أنه خير للإنسان أن يندم على ما فعل من أن يتحسر على ما لم يفعل .
تعلمت أن العمل الجيد أفضل بكثير من الكلام الجيد .تعلمت أن الناس ينسون السرعة التي أنجزت بها عملك ، ولكنهم يتذكرون نوعية ما أنجزته .
تعلمت أن التنافس مع الذات هو أفضل تنافس في العالم ، وكلما تنافس الإنسان مع نفسه كلما تطور ، بحيث لا يكون اليوم كما كان بالأمس ، ولا يكون غداً كما هو اليوم .تعلمت أنه يوجد كثيرون يحصلون على النصيحة ، القلة فقط يستفيدون منها .
تعلمت أنه عندما توظف أناساً أذكى منك ، وتصل إلى أهدافك ، بذلك تثبت أنك أذكى منهم تعلمت أنه من أكثر اللحظات سعادة في الحياة هي عندما تحقق أشياء يقول الناس عنها أنك لا تستطيع تحقيقها .
تعلمت أن الإنسان لا يستطيع أن يتطور إذا لم يجرب شيئاً غير معتاد عليه .تعلمت أن الفاشلين يقولون أن النجاح هو مجرد عملية حظ
تعلمت أنه لا تحقيق للطموحات دون معاناة
تعلمت أن المعرفة لم تعد قوة في عصر السرعة والإنترنت والكمبيوتر ، إنما تطبيق المعرفة هو القوة
تعلمت أن الذين لديهم الجرأة على مواجهة الفشل ، هم الذين يقهرون الصعاب وينجحون تعلمت أن الحظ في الحياة هو نقطة الإلقاء بين التحضير الجيد والفرص التي تمر .تعلمت أن المتسلق الجيد يركز على هدفه ولا ينظر إلى الأسفل ، حيث المخاطر التي تشتت الذهن تعلمت أن الفشل لا يعتبر أسوأ شيء في هذا العالم ، إنما الفشل هو أن لا نجرب .تعلمت أنه هناك أناس يسبحون في اتجاه السفينة وهناك أناس يضيعون وقتهم في انتظارها .
تعلمت أن هناك طريقتان ليكون لديك أعلى مبنى .. إما أن تدمر كل المباني من حولك أو أن تبني أعلى من غيرك .. اختر دائماً أن تبني أعلى من غيرك .تعلمت أنه لا ينتهي المرء عندما يخسر ، إنما عندما ينسحب .
تعلمت أنه لا يتم تحقيق أي شيء عظيم في هذه الحياة من دون حماسة .تعلمت أن الذي يكسب في النهاية من لديه القدرة على التحمل والصبر .
تعلمت أن الابتسامة لا تكلف شيئاً ، ولكنها تعني الكثير تعلمت أن كل الاكتشافات والاختراعات التي نشهدها في الحاضر ، تم الحكم عليها قبل اكتشافها أو اختراعها بأنها مستحيلة .
تعلمت أن الانتباه إلى أشياء بسيطة يهملها عادة معظم الناس تجعل بعض الأشخاص أغنياء .تعلمت أنه إذا أمضيت وقتاً ممتعاً وأنت تلعب أي رياضة ، فأنت الفائز حتى لو خسرت النتيجة .
تعلمت أنه من أكثر الأسلحة الفعالة التي يملكها الإنسان هي الوقت والصبر .تعلمت أنه يجب على المرء ألا يحاول أن يكون إنسانا ناجحاً ، إنما أن يحاول أن يكون إنساناً له قيمة وبعدها يأتي النجاح تلقائياً .
تعلمت أن الفاشلين يقسمون إلى قسمين ، قسم يفكر دون تنفيذ ، وقسم ينفذ دون تفكير .
تعلمت أنه يجب على الإنسان أن يحلم بالنجوم ، ولكن في نفس الوقت يجب ألا ينسى رجليه على الأرض .
تعلمت أنه عندما تضحك يضحك لك العالم ، وعندما تبكي تبكي وحدك .تعلمت أنه من لا يعمل لا يخطئ .
تعلمت أن قاموس النجاح لا يحتوي على كلمتي "إذا" و "لكن" .تعلمت أن هدية بسيطة غير متوقعة لها تأثير أكبر بكثير من هدية ثمينة متوقعة .
تعلمت أن هناك قرارات مهمة يجب أن يتخذها الإنسان مهما كانت صعبة ومهما أغضبت أناساً من حوله .
تعلمت أنه هناك فرق كبير بين التراجع والهروب .تعلمت أنه إذا لم يجد الإنسان شيئاً في الحياة يموت من أجله ، فإنه أغلب الظن لن يجد شيئاً يعيش من أجله .تعلمت أن الشجرة المثمرة هي التي يهاجمها الناس .
تعلمت أن النقاش والجدال خاصة مع الجهلة خسارة بكل معنى الكلمة .. الناس لا يعترفون بأخطائهم بسهولة .
تعلمت أنه من أجمل الأحاسيس هو الشعور من داخلك بأنك قمت بالخطوة الصحيحة حتى ولو عاداك العالم أجمع .
تعلمت أن السعادة لا تحقق في غياب المشاكل في حياتنا ، ولكنها تتحقق في التغلب على هذه المشاكل .تعلمت أن الأمس هو شيك تم سحبه ، والغد هو شيك مؤجل ، أما الحاضر فهو السيولة الوحيدة المتوفرة ، لذا فإنه علينا أن نصرفه بحكمة .تعلمت أن أقول((( أشهد أن لا إلاه إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله)))

الخميس، 8 مايو 2008

دعاء جميل

وبركة في العمروصحة في الجسد
وسعة في الرزق وتوبة قبل الموت
وشهادة عند الموت ومغفرة بعد الموت
وعفوا عند الحساب وأمانا من العذاب
ونصيبا من الجنة وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم
اللهم ارحم موتانا وموتا المسلمين
واشفي مرضانا ومرضا المسلمين
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات
الاحياء منهم والاموات
اللهم ارزقني قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد الموت جنة
اللهم ارزقني حسن الخاتمة
اللهم ارزقني الموت وانا ساجد لك
يا ارحم الراحمين اللهم ثبتني عند سؤال الملكين
اللهم اجعل قبري روضة من رياض الجنة
ولا تجعله حفرة من حفر النار
اللهم اني اعوذ بك من فتن الدنيا
اللهم اني اعوذ بك من فتن الدنيا
اللهم اني اعوذ بك من فتن الدنيا
اللهم قوي ايماننا ووحد كلمتنا
وانصرنا على اعدائك اعداء الدين
اللهم شتت شملهم واجعل الدائرة عليهم
اللهم انصر اخواننا المسلمين في كل مكان
اللهم ارحم ابائنا وامهاتنا واغفر لهما وتجاوز عن سيئاتهما
وادخلهم فسيح جناتك والحقنا بهما يا رب العالمين
وبارك اللهم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم























الاثنين، 5 مايو 2008

استغلال العمال في الأحياء الصناعية يستمر في غياب احترام بنود قانون الشغل

نيران" روزامور" تفضح المستور

مازال الرأي العام الوطني مصدوما من هول الفاجعة التي راح ضحيتها أزيد من 55 عامل وعاملة التهمتهم النيران في مصنع أو بالأحرى سجن" روزامور"، المكون من أربع طوابق ومختص في صناعة الأفرشة بالحي الصناعي ليساسفة في مدينة الدارالبيضاء. الضحايا كانوا يشتغلون فيه، في غياب معايير السلامة المنصوص عليها في مدونة الشغل. غيرأن ما وقع ماهو إلا الشجرة التي تخفي الغابة، فهناك العديد من المصانع التي تشتغل في الخفاء، وتستغل العمال أبشع استغلال في غياب لأي ضمانات صحية، اجتماعية، قانونية و إنسانية.

على مقربة من احتفال عمال العالم بعيدهم النضالي الذي يصادف فاتح ماي من كل سنة، حلت كارثة مؤلمة بأكثر من 55 مواطن مغربي راحوا ضحية حريق معمل الحشو الإسفنجي بليساسفة بالدار البيضاء صباح يوم السبت 26 أبريل 2008، هذا المعمل لا يتوفر على أدنى شروط السلامة، التي تضمن الأمن اللازم للعاملين فيه، وأغلبهم شباب في مقتبل العمر، قضوا نحبهم في محرقة الإهمال والتسيب سببها الإستهتار بأرواح الآدميين، وغياب الضمير الإنساني الذي يحث على تقديم المصلحة العامة على المصلحة الشخصية.
ففي ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المواطن المغربي، فقر و بطالة وغلاء الأسعار، أصبح الإشتغال في الأحياء الصناعية في العاصمة الإقتصادية، هو مورد رزق العديد من الأسر، لكن المؤسف هو أن هذا الإقبال يواجه بجشع أرباب العمل، الذين في كل الأحوال يستغلون حاجة هؤلاء المواطنين للعمل وللمال، فيحرمونهم من حقوقهم الأساسية المنصوص عليها في المواثيق الدولية المصادق عليها وطنيا، كحرمانهم من الضمان الإجتماعي، ومن الحد الأدنى للأجر والتأمين، فضلاعلى أن جل المصانع تشغل يد عميلة رخيصة، دون السن القانوني المنصوص عليه في مدونة الشغل، إضافة الى الإستغلال الفاحش الذي تتعرض له اليد العاملة النسوية في هذه الأحياء الصناعية التي تشتغل في الخفاء، بعيدا عن أنظار وزارة الشغل،لا تحترم فيها حقوق العمال الذين يساهمون من الرفع من إنتاجية القطاع الصناعي المغربي، دون أن ننسى الظروف الصعبة التي يشتغل فيها هؤلاء العمال والتي تتسم بطول ساعات العمل والإرهاق وانعدام الأمان، أما النساء فتعانين من مشاكل مضاعفة يبقى على رأسها التحرش الجنسي، والعنف الجسدي، وبالرغم من وجود مدونة الشغل التي عرفت تعديلات بعد سلسلة من الإضرابات خاضتها الشغيلة في كثير من المناسبات، والتي نصت على جملة من البنود هدفها بالأساس حماية العمال من تسلط أرباب العمل الذين يهمهم في عصر الرأسمالية سوى جمع الثروات، ولو كان ذلك على حساب استغلال الظروف الصعبة للطبقة الكادحة، فإن هذه البنود تبقى حبرا على ورق، لأنها ببساطة تلقى تعنتا في تطبيقها من قبل أباطرة الشغل، وهذا ما يفسره عدد القضايا التي تقبع في ردهات المحاكم سببها، إما الطرد التعسفي، أو الأمراض المهنية، أو حوادث الشغل التي قد يتعرض لها الأجير في غياب أية حماية له وأفراد أسرته.
فمصنع"روزامور" ماهو إلا نموذج مصغر لعدد من المصانع الأخرى التي تأوي آلالاف من الشغيلة المغربية، التي لا يمكنها الدفاع عن مطالبها وحقوقها المهضومة، لأنها بكل بساطة خائفة على مصدر رزقها .
ولم تمر يومين على محرقة " عكاشة" حتى اندلع حريق مهول غير بعيد من ليساسفة وبالضبط بحي التشارك بمدينة الدار البيضاء، وذلك فجر يوم الإثنين 28 أبريل، في محل لصنع الأفرشة والوسائد بحي الولاء، أدى إلى مقتل ثلاثة شبان كانوا ينامون بالمحل التجاري، محكم الإغلاق، وأفاد شهود عيان أن الضحايا الثلاث، كانوا ينامون بمحل يفتقر إلى أبسط شروط الوقاية.
فماهو معروف هو أن العمال في المغرب يشتغلون في ظروف جد خطيرة ودون أية حماية ولا كرامة، ففي العديد من الأحياء الهامشية، وأحيانا في الأحياء الراقية، تنتشرمجموعة من المصانع التي تشتغل إما في الأفرشة، أو الألبسة أوالأحذية، وتعاني الإكتظاظ، والتي تتخذ من الدور السكنية مقرا لإدارة إنتاجها حيث تنعدم فيها التهوية والمرافق الصحية وغياب المراقبة التي تعد ضرورية من قبل مفتشي الشغل،هذه المراقبة التي لا تعطي أكلها والنتائج المتوخاة منها بسبب تفشي الرشوة، والمحسوبية.
فمن يتحمل مسؤولية هذه الإختلالات التي يتخبط فيها غالبية المشتغلين في مثل هذه المصانع؟ وأين هو دور مفتشية الشغل والأعضاء المنضوين تحتها؟ ولماذا لا يتم انجاز تقارير من طرف مفتشي الشغل تفضح مثل هذه الخروقات؟

أستاذ قانون الشغل في كلية الحسن الثاني بالمحمدية مصطفى شنضيض
محرقة ليساسفة عرت كثيرا من الحقائق

ماهو تقييمك العام للحدث ؟

الحدث الذي عرفته منطقة ليساسفة، عرى كثيرا من الحقائق التي تعاني منها المؤسسات الشغلية، فهناك إنعدام إحترام المقتضيات التشريعية، سواء تعلق الأمر بالحد الأدنى للأجر، وتوابعه أو تعلق الأمر بشروط الصحة والسلامة، أو تعلق الأمر أيضا بالتأمين على الأجراء.
يأتي هذا الحدث متزامنا مع ما يخلده العالم يوم 28 أبريل من كل سنة إبتداءا من سنة 1996 للتحسيس بالأشكال الغير الآمنة للإنتاج، وذلك بمناسبة إجتماع لجنة الأمم المتحدة المعنية بالتنمية المستدامة للفت الانتباه لحوادث الشغل والتقصير في إجراءات الصحة والسلامة، مما يترتب عن ذلك وفاة مليون عامل بسبب هذا التقصيرو160 ألف عامل يصابون بأمراض مختلفة لنفس السبب.
ويأتي هذا الحدث أيضا والحوار الإجتماعي قائما، يؤكد ما تتبناه النقابات العمالية، من ظروف مأساوية تعيشها الطبقة العاملة، التي تفتقد للحماية اللازمة، والتي من المفروض تأمينها من طرف المؤسسات الحكومية، خاصة الأجهزة المعنية مباشرة بالوضع المادي والإجتماعي والصحي للطبقة العاملة.

ماهي البنود التي تنص على حماية الأجير؟

لابد من التذكير بالتنظيم القانوني الذي وضعه المشرع فيما يتعلق بحفظ صحة الأجراء وسلامتهم، حيث خصص المشرع لهذا الموضوع 64 فصلا في القسم الرابع من الكتاب الثاني من مدونة الشغل، ( المواد من 281- 344)، ناهيك عن فصول أخرى موزعة في المدونة، تشمل الحفاظ على صحة الأجراء والحفاظ على سلامتهم، فضلا عن توفير طرق الوقاية.
وبالنسبة لأماكن الشغل حرص المشرع على التنصيص على نظافتها مع توفير الشروط الوقائية كأجهزة الوقاية من الحرائق وغيرها، وهذه الأعمال الوقائية تتجلى في تسهيل تدخل فرق الإنقاد مع ضرورة تقييم طريقة البناء لتمكين الأجراء من الخروج أو المغادرة السريعة، إضافة إلى أن المقاولة مطالبة قانونيا باستعمال منتجات أقل قابلية للإحتراق، وتفادي تجميع البضائع بل يجب توزيعها على عدة أماكن.
أما الأجير فقد نصت المادة 39 من مدونة الشغل، على أن " عدم مراعاة التعليمات اللازم إتباعها لحفظ السلامة في الشغل وسلامة المؤسسة تترتب عنها خسارة جسيمة" تعتبر بمثابة خطأ جسيم يمكن أن يؤدي إلى الفصل. لكن ما حصل في ليساسفة هو كان بمثابة الفاجعة، لأن المصنع لا يتوفر على معدات السلامة الضرورية بالنسبة للأجير.
هل يتم احترام الإختصاصات الممنوحة لمفتشي الشغل ولأطباء الشغل؟

السوابق التي تعرض لها بعض مفتشي الشغل وخاصة حالة زين العابدين قاشة، الذي أراد أن يقوم بعمله على أحسن وجه، فانتهى في السجن بعد أن اتهم بالتزوير، حيث قضى 10 سنوات بين جدرانه، إلى أعلنت براءته مؤخرا. فهذه الحالة أثرت على سلوكات مفتشي الشغل في تحرير محاضر قد تكون في بعض الأحيان وهمية، لتفادي المواجهة مع بعض المشغلين وهنا لابد من التأكيد على ضرورة إصدار قانون أساسي لمفتشي الشغل، وإعطاء المحاضر التي يتم تحريرها من طرف الاعوان المكلفين بتفتيش الشغل درجة محاضر الضابطة القضائية.

عبد السلام أديب: محلل اقتصادي
سلطات البطرونا تغلب سلطة الدولة

لماذا تنتهك حقوق العمال في المغرب، هل ذلك راجع إلى عجز النقابات عن الدفاع على حقوق هذه الفئة؟ أم نظرا لتعنت أرباب العمل في استجابة لمطالبها؟

إن انتهاك حقوق العاملات والعمال أصبح أمرا جاريا به العمل في البلدان الرأسمالية منذ بداية عقد التسعينيات من القرن العشرين، أي منذ سقوط جدار برلين واختلال التوازن العالمي لصالح القطب الرأسمالي الوحيد بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، فوجود الاتحاد السوفياتي سابقا كان يفرض على المعسكر الرأسمالي التنازل عن بعض حقوق الطبقة العاملة خوفا من اجتياح الثورة الاشتراكية للعمال، أما حاليا فإن تشديد استغلال الطبقة العاملة في ظل انتهاك خطير للحقوق التي تنص عليها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان أصبح شائعا في الدول الرأسمالية وكذا في الدول التابعة كالمغرب.
ثم إن الفوضى التي خلقها النظام الرأسمالي في العالم تجعله يحاول تدبير أزمته العامة عبر الهروب إلى الأمام، فجميع الرأسماليين يبحثون عن مراكمة الثروات بسرعة وبأقل كلفة، استنادا على مقولات كالمنافسة الحرة والتراكم البدائي لرأس المال الذي من شأنه خلق الاستثمار والتشغيل، سياسة تدبير الأزمة عبر خلق عطالة واسعة ترفع من حجم الطلب على العمل مما يقلص من مستوى الأجور. كما أنه من أجل الحصول على عمل يقبل العمال بظروف عمل هشة وبدون ضمانات وبأجور زهيدة. وهذا في ا لوقت الذي تغمض فيه الدولة عيونها عن ما يحدث داخل وحدات العمل السرية والعلنية.
أما بالنسبة للنقابات، فأعتقد أنها تعاني مثلما تعاني البلاد عامة من تدنى الديموقراطية، بل أنها تسقط في التبعية أو الإلحاقية بعد بضعة سنوات من تأسيسها، حيث تسود البيروقراطية التي تعمل على إيجاد توافقات مع الدولة وأرباب العمل لغض الطرف عن الانتهاكات التي تطال الحقوق الشغلية للعاملات والعمال. فهذه النقابات لا تتحرك إلا مع حلول فاتح مايو أو عند اقتراب الاستحقاقات الانتخابية. ودون تعميم هذه الإشكالية فإن أغلب المركزيات النقابية تضم مناضلين ديموقراطيين وعاملات وعمال يتمكنوا بطريقة أو بأخرى من فرض إرادتهم على القيادات البيروقراطية للدخول في معارك ومواجهات مع الباطرونا من أجل الوصول إلى اتفاقيات جماعية تحقق بعض مطالب الطبقة العاملة. كما أن القيادات البيروقراطية تعلم أنها يجب أن تقوم بين الفينة والأخرى بمواجهة الاستغلال القائم خوفا من قواعدها

لماذا في نظرك لا يتم احترام البنود، التي نصت عليها مدونة الشغل من قبل الشركات التي تشغل الشباب المغربي؟
إن المشروع الأصلي لمدونة الشغل الحالية كانت ستكون أشد على الطبقة العاملة من حيث إلغاء كافة المكتسبات والحماية الخاصة بالطبقة العاملة وفي المقابل تمنح كافة السلطات للباطرونا، لكن معارك مريرة لعدد من المناضلين النقابيين خففت من بعض الإجراءات السلبية التي كان يتضمنها المشروع. ورغم اعتماد مدونة شغل تلبي رغبات الباطرونا أكثر من حمايتها للعمال فإن جشع الباطرونا جعلها تحجم عن تنفيذ ما يتعلق بحقوق العمال، حيث لم يتم احترام الزيادة في الحد الأدنى للأجر ويتم العصف بالحريات النقابية وعدم توفير التسجيل في الضمان الاجتماعي للجميع وممارسة التسريحات والطرد التعسفي. ونظرا لأن ممارسات الباطرونا تعتبر مخالفة لمدونة الشغل فنجدها تبحث عن اضفاء صبغة الشرعية على ممارساتها لذلك نراها قد صاغت كتابا أبيضا على مقاسها وسلمته للحكومة لفرضه على النقابات.
وقد لاحظنا كيف أن الحكومة التي تعترف بأن قانون الشغل على علاته، لا يطبق إلا في 15% من مؤسسات القطاع الخاص التي يفوق عدد عمالها 50 أجيرا، وحيث أنها بدلا من أن تتخذ الإجراءات القانونية ضد المشغلين الذين لا يحترمون القانون، نجدها قد أصدرت ما يسمى بالمخطط الوطني للملائمة، الذي يدعو صراحة إلى تأجيل تطبيق قانون الشغل بأغلب المقاولات، ويثني مفتشي الشغل عن تحرير
محاضر المخالفات ضدا على مقتضيات مدونة الشغل نفسها.

كيف يمكن للدولة أن تلزم أصحاب هذه الشركات باحترام حقوق العمال والعاملات في الأحياء الصناعية، من ضمان اجتماعي، والحد الأدنى للأجر، والعمل في ظروف ملائمة، تحترم صحة وكرامة المواطن المغربي؟
فقط بالتطبيق الحرفي للقانون، والتوقف عن محاباة مصالح الباطرونا على حساب الأوضاع الاجتماعية للطبقة العاملة، والعمل على التصديق على النصوص الدولية المتعلقة بالحقوق الشغلية حيث أن المغرب لم يصادق لحد الآن سوى على 48 اتفاقية من ضمن185 اتفاقية شغل دولية صادرة عن منظمة العمل الدولية، فعلى الدولة أن تجتهد في ضمان حق الاستقرار في العمل بالنسبة لسائر الأجراء، فهناك حاليا عشرات الآلاف من العاملات والعمال المطرودين ضدا على الحق والقانون، وفي مقدمتهم ضحايا الاعتداء على الحريات النقابية.