الاثنين، 31 مارس 2008




إجماع رجال ونساء القانون

المدونة فشلت في تحقيق الاستقرار للأسرة

تعد الأسرة هي النواة الصلبة للمجتمع وضمان استقرارها أضحى من بين الركائز الأساسية التي تعمل الحكومات وكافة التشريعات والقوانين على تكريسها، من خلال سن جملة من التشريعات غايتها الأولى تحقيق التوازن العائلي.
ولهذه الغاية عملت الجمعية المغربية لتنمية أسرة الألفية الثالثة على تنظيم ندوة يوم الثلاثاء 25 مارس، بدار المحامي، تحت شعار استقرار الأسرة ومدونة الأسرة أية مساهمة؟
وفي هذا الصدد أوضحت رئيسة الجمعية نجاة الكص، بأنه بعد مرور أربع سنوات من سريان مدونة الأسرة ودخولها حيز التطبيق، المغاربة مازالوا يجهلون تمام الجهل مضامينها، التي وضعت لجميع الناس، خاصة في البوادي والقرى وأضافت بأن القانون لوحده لا يكفي لتغيير الواقع، وأن القانون مهما كان جيدا فهو رهين بالتطبيق السليم، مشيرة إلى أنه بالرجوع إلى مدونة الأسرة فهي تعتمد على فلسفة استقرار الأسرة وتوازنها الذي يتطلب مقومات اجتماعية وثقافية واقتصادية، وبأن المشرع إذا كان قد أراد من سن المدونة تحقيق الإستقرار للأسرة فإن الواقع العملي يثبت العكس، فنسبة الطلاق هي في ارتفاع، والمشاكل الأسرية ازدادت بعد تطبيق مدونة الأسرة.
واستطردت قائلة بأن المغرب صادق على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية حقوق الطفل وحاول ملائمة القوانين مع الاتفاقيات العالمية لتحقيق الدعم للأسرة كعنصر جوهري ينبني عليه النهوض بالمجتمع.
كما ناقشت الكص جملة من الأسباب التي جعلت نتيجة التطبيق القانوني لنصوص المدونة سلبيا، بحيث اعتبرت بأن نسبة الأمية التي تبلغ حوالي 50 بالمائة جعلت قلة الوعي المجتمعي بنصوص المدونة يستمر أخدا بعين الاعتبار أن نسبة من المثقفين لا يضطلعون على المستجدات القانونية، كذلك من بين الأسباب التي طرحتها ، دور وسائل الإعلام الذي اعتبرته مقصرا في هذا الجانب خاصة وسائل الإعلام المرئية وطالبت خلال تدخلها بانشاء قناة تتعلق بالأسرة تعطي الحق للمختصين في نشرالمضامين القانونية لنصوص المدونة لخلق نوع من الوعي المجتمعي ولتحقيق نهضة أسرية تكون نتائجها فاعلة في تغيير المجتمع.
أما فيما يتعلق بالقضاء كمؤسسة، فقد اعتبرت الكص أن القضاء المغربي يفتقر للوسائل اللوجيستيكية، والمالية والموارد البشرية، بحيث أن المغرب يتوفر فقط
على 60 قسم لقضاء الأسرة في المغرب، وهذه الأقسام هي غير مستقلة فهي تابعة للمحكمة الإبتدائية ذات الولاية العامة، بالإضافة إلى أن هذه المحاكم لا تتوفر على الوسائل والفضاءات المطلوبة.
أما الدكتورمحمد الكشبور( أستاذ جامعي) فتطرق في مداخلته لموضوع دعوى اثبات الزوجية واثبات النسب بحيث أكد على أنه قبل مدونة الأحوال الشخصية لسنة 1957 لم يكن هناك ما ينص على توثيق عقد الزواج إلا بعد صدور المدونة المذكورة التي نصت على ضرورة توثيق عقد الزواج لما فيه من مصلحة للزوجة على وجه الخصوص، موضحا أن المشرع المغربي عندما يتحدث عن الكتابة في الزواج يتحدث عنها كوسيلة للإثبات، و هذه الكتابة في الفقه ليست شرطا لكنها تعتبر وسيلة للإثبات وتطرق إلى كيفية تعامل القضاء مع الاستثناء الوارد على هذه القاعدة الذي يقصد به وجود عقبة حالت دون توثيق العقد مثل وجود الزوج خارج المغرب ووفاة العدل ...
كما تحدث عن دعوى اتباث النسب وأكد على أنها مستقلة عن دعوى اتباث الزوجية وأضاف، بان مدونة الأسرة جاءت بالجديد في المادة 16 وأكد على انه منذ دخول المدونة حيز التطبيق، الفصل نص على ضرورة إثبات النسب، غير أن هذا الفصل قد طرح إشكالا خطيرا، وفتح الباب أمام التحايل.
وخلال الندوة، تطرق الأستاذ ضريضر( قاض بمحكمة الإستئناف) إلى صلاحيات القاضي في مدونة الأسرة، التي خولت القاضي مجموعة من الصلاحيات هدفها الحفاظ على الأسرة، فمن خلال موادها أوضح ضريضر بأن المدونة عملت على تكريس المراقبة القضائية لإنهاء العلاقة الزوجية، وكذا تفعيل مسطرة الصلح، وتحديد واجبات النفقة، ومن بين ما كرسته أيضا، أنها جعلت الطلاق تحت سلطة القاضي، من استدعاء الزوجة بصفة رسمية قبل الإذن بالطلاق، واتخاذ القاضي لتدابير مناسبة في حالة النزاع، كما أعطى المشرع القضاء الحق في اختيار مؤسسة اصلاح ذات البين وضمان النفقة للأبناء، وعدم وجوب الإذن بالتعدد إلا إذا كانت هناك دواعي موضوعية أو استثنائية.
أما عائشة لخماس( محامية) فقد قدمت عرضا عن تدبير أموال الزوجية، وأبرزت خلاله بأن العديد من النساء لا يعرفن رواتب أزواجهم، وبالتالي ترى لخماس أنه ليست هناك شفافية في مسألة التصريح بالأموال بين الزوجين، الأمر الذي يحتاج إلى تدخل المشرع. وأضافت بأن جزء من عمل المرأة غير معترف به، ليس فقط العمل المنزلي بل حتى العمل الظاهر، فهناك نساء يشتغلن في القرى ولكن لا يستفدن من الدخل إلا نادرا.
وقد اختتمت اللقاء الأستاذة ليلى البوفاريسي (محامي) التي ناقشت مسألة الطلاق والتطليق وأثره على استقرار الأسرة، حيث قدمت إحصائيات تشير إلى ارتفاع نسبة الطلاق خاصة الطلاق للشقاق.
وبهذا فقد أجمع رجال القانون وجميع المتدخلون، الذين استضيفوا في هذه الندوة على أن مدونة الأسرة غداة صدورها سنة 2003 واجهتها صعوبات وتعثرات، نظرا العقلية المغربية التي بحكم مجموعة من العوامل وعلى رأسها الأمية لم تتقبل مضامين مدونة الأسرة، التي بدلا من أن تصاغ بشكل يلائم الشريحة الكبرى من المجتمع، عملت على إغراق الناس في دوامة من التساؤلات، الذين لم يعرفوا الإجابة الصحيحة عنها.
فبعد أربع سنوات من التطبيق لا زالت هناك تعثرات فعلية يلمسها رجال القانون، والباحثون في مجال الأسرة، ولا زالت ردهات المحاكم تعاني من تكدس القضايا والملفات و يأمل الجميع بأن يعاد النظر في بعض الفصول التي خلقت بلبلة وفتحت الباب أمام التحايل كفصل 16، الذي يتطرق لموضوع إثبات النسب وأن تتضافر جميع الجهود من دولة ومجتمع مدني ووسائل إعلام للنهوض بقضايا الأسرة في المجتمع المغربي.




الجمعة، 28 مارس 2008

الخميس، 27 مارس 2008

الأربعاء، 26 مارس 2008

مقال رائع


كان لملك عظيم في قديم الزمان اربع زوجات.فكان يحب الرابعة حبّا جنونيا و لا يطيق البعد عنها ويعمل كل ما في وسعه و طاقته لإرضائها و تنفيذ رغباتها، أما الثالثة فكان يحبها أيضا، ولكنه كان لا يثق فيها و كان دائما ما يشعر أنها قد تتركه من اجل شخص آخر، أما الثانية كانت هي من يلجأ إليها عند الشدائد و المصائب، وكانت دائما تستمع إليه فيجدها عند ضيقه و تعينه على فك مشاكله، أما الزوجة الأولى فكان يهملها ولا يرعاها ولا يؤتيها حقها! مع أنها كانت تحبه كثيرا و تتمنى له الخير دائما، وكان لها دور كبير في الحفاظ على مملكته و ممتلكاته و أصدقائه.
مرض الملك وشعر باقتراب اجله، ففكر وقال: أنا الآن لدي أربع زوجات، ولا أريد أن اذهب إلى القبر وحيدا: فسأل زوجته الرابعة: -أحببتك أكثر من باقي زوجاتي، ولبّيت كل رغباتك وطلباتك؛ فهل ترضين أن تأتي معي لتؤنسيني في قبري؟ -فقالت: مستحيل لا أستطيع المساعدة، فانا معك فقط ما دمت حيا. وانصرفت فورا بدون إبداء أي تعاطف مع الملك. -فاحضر زوجته الثالثة وقال لها: أحببتك طيلة حياتي و اعتنيت بك و فعلت المستحيل حتى ما حرمه الله لأجلك، فهل ترافقيني في قبري؟ -فقالت: بالطبع لا؛ فانا لم أرغمك على شيء، و أضافت الحياة جميلة هنا، وعند موتك سأذهب وأتزوج من غيرك! -فاحضر الزوجة الثانية وقال لها: كنت دائما ألجا إليك عند الضيق، وطالما ضحيت من اجلي وساعدتني، فهلا ترافقيني إلى قبري؟
فقالت:سامحني، لا أستطيع تلبية طلبك، لكن أكثر ما أستطيع فعله هو أن ابكي لموتك و أقيم لك جنازة تليق بك و أن أوصلك إلى قبرك، حزن الملك حزنا شديدا على جحود هؤلاء الزوجات وإذا بصوت خافت و ضعيف يأتي من بعيد ويقول: -أنا سأرافقك في قبرك، أنا سأكون معك أينما تذهب فنظر الملك فإذا زوجته الأولى: وهي في حالة هزيلة مريضة بسبب إهمال زوجها لها.
فندم الملك على سوء رعايته لها في حياته وقال: -كان ينبغي لي أن اعتني بك أكثر من الباقيات، ولو عاد بي الزمان لكنت أنت أكثر من اهتم به من زوجاتي الأربع
في الحقيقة كلنا لدينا أربع زوجات في حياتنا، فأما الزوجة الرابعة فهي الجسد، فمهما اعتنينا بأجسادنا وأشبعنا شهواتنا، فستتركنا أجسادنا فورا عند الموت وتفنى. أما الزوجة الثالثة: فهي الأموال والممتلكات: و الإنسان قد يسرق و يغتصب و يفعل كل ما يخطر على البال من اجل تنمية ثروته و زيادة ممتلكاته و لكن عند موته ستتركه وتذهب لأشخاص آخرين.
أما الزوجة الثانية فهي الأهل والأصدقاء، فمهما بلغت تضحياتهم لنا في حياتنا، فلا نتوقع منهم أكثر من أن يتأسفوا لموتنا و أن يوصلونا إلى القبور لدفننا.
أما الزوجة الأولى فهي العمل الصالح، ننشغل عن تغذيته والاعتناء به لحساب شهواتنا وأموالنا وأصدقائنا، مع أن أعمالنا هي الوحيدة التي ستكون معنا في قبورنا.
قال سبحانه و تعالى في سورة المؤمنين "
{حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ(99)لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ(100)}.
وقال سبحانه وتعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المنافقون:9-11].
و تبقى تقوى طاعة الله تبارك وتعالى هي خير عمل صالح يقدمه الإنسان ويدخره لقبره، يقول الله سبحانه وتعالى:
مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ [الروم:44]. قال مجاهد: في تفسير الآية فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ يعني: في القبر.
وعن
أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى واحد: يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله) متفق عليه.
وقد وصف لنا الصادق صلى الله عليه وآله وسلم تفاصيل ما يجري في أول لقاء يتم في القبر، بين المؤمن وبين عمله الصالح الذي يصحبه ولا يفارقه، ففي حديث
البراء الطويل قال صلى الله عليه وسلم في المؤمن: (فيأتيه من روحها وطيبها -يعني: من روح الجنة وطيبها وهو في قبره- ويفسح له في قبره مد بصره، قال: ويأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك، أبشر برضوان من الله، وجنات فيها نعيم مقيم، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: وأنت فبشرك الله بخير، من أنت؟! فوجهك الوجه يجيء بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح، فوالله ما علمتك إلا كنت سريعاً في طاعة الله بطيئاً في معصية الله، فجزاك الله خيراً، ثم يفتح له باب من الجنة(
و لعل في قصة توبة واحد من أئمة التابعين و هو مالك بن دينارما يبين شكل و هيأة أعمالنا، فقد اشتهر عنه بعد توبته انه كان يبكي طوال الليل ويقول: الهي أنت وحدك الذي يعلم ساكن الجنة من ساكن النار فأي الرجلين أنا، اللهم اجعلني من سكان الجنة ولا تجعلني من سكان النار.لكنه في بداية حياته لم يكن بهذه التقوى. يقول مالك بن دينار: بدأت حياتي ضائعا سكيراً عاصيا أظلم الناس وآكل الحقوق، آكل الربا، أضرب الناس، افعل المظالم و لا توجد معصية إلا وارتكبتها و قد كنت شديد الفجور، يتحاشاني الناس من معصيتي. و يكمل مالك قصته قائلا: غير انه في يوم من الأيام اشتقت أن أتزوج ويكون عندي طفلة فتزوجت وأنجبت طفله سميتها فاطمة، أحببتها حباً شديدا، وكلما كبرت فاطمة زاد الإيمان في قلبي وقلت المعصية في قلبي، ولربما رأتني فاطمة أمسك كأسا من الخمر فاقتربت مني فأزاحته وهي لم تكمل السنتين، وكأن الله يجعلها تفعل ذلك، وكلما اقتربت من الله خطوه، وكلما ابتعدت شيئا فشيئاً عن المعاصي حتى اكتمل سن فاطمة 3 سنوات. يقول: فلما أكملت السنوات الثلاث ماتت فاطمة فانقلبت أسوأ مما كنت عليه ولم يكن عندي الصبر الذي عند المؤمنين ما يقويني على البلاء. فعدت أسوا مما كنت وتلاعب بي الشيطان حتى جاء يوما. فقال لي شيطاني: لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل!! فعزمت أن أسكر وعزمت أن أشرب الخمر وظللت طوال الليل أشرب وأشرب فرأيتني تتقاذفني الأحلام. يقول مالك: رأيت نفسي يوم القيامة وقد أظلمت الشمس وتحولت البحار إلى نار وزلزلت الأرض. واجتمع الناس إلى يوم القيامة والناس أفواج وأفواج وأنا بين الناس وأسمع المنادي ينادي فلان ابن فلان هلم للعرض على الجبار فأرى فلان هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد من شده الخوف حتى سمعت المنادي ينادي باسمي، هلم للعرض على الجبار، فاختفى البشر من حولي (هذا في الرؤية) وكأن لا أحد في أرض الحشر ثم رأيت ثعبانا عظيماً شديداً قويا يجري نحوي فاتحا فمه. فجريت أنا من شده الخوف فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاًً، فقلت له: أنقذني من هذا الثعبان فقال لي يا بني أنا ضعيف لا أستطيع ولكن اجر في هذه الناحية لعلك تنجو فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي ووجدت النار تلقاء وجهي فقلت: أأهرب من الثعبان لأسقط في النار؟ فعدت مسرعا أجري والثعبان يقترب فعدت للرجل الضعيف وقلت له: بالله عليك أنجدني أنقذني فبكى رأفة بحالي، وقال: أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع فعل شيء ولكن إجر تجاه ذلك الجبل لعلك تنجو فجريت للجبل والثعبان سيخطفني فرأيت على الجبل أطفالا صغاراً فسمعت الأطفال كلهم يصرخون: يا فاطمة أدركي أباك أدركي أباك، يقول: فعلمت أنها ابنتي ويقول ففرحت أن لي ابنة ماتت وعمرها 3 سنوات تنجدني من ذلك الموقف. فأخذتني بيدها اليمنى ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وأنا كالميت من شده الخوف ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا وقالت لي: يا أبت ) ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله....) ( الحديد:16) فقلت يا بنيتي أخبريني عن هذا الثعبان!! قالت هذا عملك السيئ أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك أما عرفت يا أبي أن الأعمال في الدنيا تعود مجسمة يوم القيامة..؟ وذلك الرجل الضعيف: ذلك العمل الصالح، أنت أضعفته وأوهنته حتى بكى لحالك لا يستطيع أن يفعل لحالك شيئاً ولولا انك أنجبتني ولولا أني مت صغيره ما كان هناك شيء ينفعك.
يقول فاستيقظت من نومي وأنا أصرخ: قد آن يا رب.. قد آن يا رب, نعم )ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله...( يقول : فاغتسلت وخرجت لصلاه الفجر أريد التوبة والعودة إلى الله. ويكمل مالك قائلا: دخلت المسجد فإذا بالإمام يقرأ نفس الآية ) ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله...(. يا ترى إذا تمثل لك اليوم عملك فكيف سيكون شكله وهيئته؟؟؟ "لا تحرمونا من الدعاء"

الاثنين، 24 مارس 2008


ست الحبايب
غناء محمد عبد الوهاب ـ كلمات حسين السيد

ست الحبايب ياحبيبه ـ يااغلى من روحي ودمي
ياحنينة وكلك طيبة ـ يارب يخليكي يا أمي
زمان سهرتي وتعبتي ـ وشلتي من عمري ليالي
ولسه برضه دلوقتي ـ بتحملي الهم بدالي
انام وتسهري ـ وتباتي تفكري
وتصحي من الآدان ـ وتيجي تشقري
تعيشي لي ياحبيبتي يا أمي ـ ويدوم لي رضاكي
أنا روحي من روحك انت ـ وعايشه من سر دعاكي
بتحسي بفرحتي ـ قبل الهنا بسنة
وتحسي بشكوتي ـ من قبل ماأحس أنا
يارب يخليكي ياأمي ـ يارب يخليكي ياأمي
لو عشت طول عمري أوفي ـ جمايلك الغاليه علي
أجيب منين عمر يكفي ـ وألاقي فين أغلى هدية
نور عيني ومهجتي ـ وحياتي ودنيتي
لو ترضي تقبليهم ـ دول هما هديتي
يارب يخليكي ياأمي ـ ست الحبايب ياحبيبة
خديجة أسد والقناة الثانية يستفزون المغاربة

بتث القناة الثانية ليلة السبت ، تسجيلا لحفل خميسة 2008، و من بين الفنانين المشاركين، في هذه التظاهرة التي تحتفي بالمرأة المغربية، خديجة أسد هذه الفنانة التي عرفها المغاربة من خلال مجموعة من السلسلات الكوميدية التي شاركها فيها البطولة زوجها سعد الله عزيز، كان آخرها سلسلة لالة فاطمة التي بعد أن مل منها المغاربة، اعتمدت خديجة أسد أسلوبا جديدا بعد سفرها إلى كندا، ظهر جليا من خلال عرضها الأحادي الذي بتثه القناة الثانية، فقد ظهرت خديجة أسد على غير عادتها وهي ترتدي لباسا تقليديا ومنديلا للرأس في صورة امرأة مغربية، لتبدأ بعرضها المخجل. فالمغاربة كانوا ينتظرون جديدها، بعد ثلات سنوات من الغياب لتصفعهم بتغير غريب ظهر من خلال الأسلوب الذي أصبحت تتكلم به والذي اشتمل على ألفاظ نابية لا تستطيع سماعها وأنت وحيد فبالأحرى مع أفراد العائلة، مع تجسيد ذلك بحركات غير أخلاقية، يندى لها الجبين و لا تحترم الخصوصية المغربية.
فإذا كان حفل خميسة حاول تلميع صورة المرأة المغربية، وتقديمها للعالم كمبدعة ومجدة في ميدان عملها ومربية للأجيال، فإن خديجة أسد التي كان جدير بها أن تكرس هذا المعطى، عملت على تصويرالمرأة المغربية كأداة لتحقيق المتعة بالنسبة للرجل، من خلال استعمال عبارات لا تمت للأخلاق بصلة، فحتى لو كان هذا التشخيص هو فعلا الواقع الذي يتخبط فيه جل المغاربة، والذي يعبر عن اضمحلال الأخلاق والمبادئ، ونسيان قيمنا وتقاليدنا، فإن هذا العرض انتقد من طرف كل من شاهده واعتبر الممثلة قد انسلخت عن جلدها، وهنا يطرح السؤال هل الهجرة إلى الدول الغربية، يغير الإنسان إلى درجة لا يصبح قادرا فيها على التمييز بين الجيد والرديء، بين المباح والغير مباح أم هناك نوع من الاستفزاز لمشاعر المغاربة الذين اصطدموا بعد مشاهدتهم للعرض، ففعلا لم يكن هذا الأخير في المستوى الذي عهدوه من خديجة أسد، التي عملت في سلسلة لالة فاطمة على تصوير المرأة المغربية في أبهى حلة، إضافة إلى استعمالها اللغة الفرنسية التي أدمجت في العرض الكوميدي، وكأن خديجة أسد تؤكد للمغاربة على أنها فعلا قد تأثرت بالثقافة الغربية حتى أصبح حال لسانها يجلب البسمة للجمهور ولكن هذه المرة بالفرنسية ولم يسلم من لسان خديجة أسد حتى المحجبات التي أعطتهم حقوق إضافية من الواجب أن يتمتعوا بها كالرقص، السباحة فبنظرها المحجبة لا يمنعها حجابها من ممارسة حياتها بالشكل الذي يحلوا لها، دون أن ننسى المقارنة التي ميزت فيها بين التحرش في المغرب والتحرش في أوربا، فمن خلالها عبرت فعلا عن عدم اكتراثها بأحاسيس المغاربة، الذين إذا كانوا يعانون مما وصفته ب" التحنزيز" فإن ذلك سببه التفسخ الأخلاقي الذي اكتسح عقول مجتمعنا، بسبب أفكار مغلوطة انتشرت في الجسد المغربي ولكن هذا لا يصل بها إلا حد تمثيل ذلك بشكل يخجل منه مشاهد الحفل، علما أن وقت بث السهرة يصادف تجمع كل أفراد العائلة. وهنا نطرح السؤال أين هي رقابة القناة الثانية التي بثت الحفل إلى عموم المشاهدين دون أن تحترم أخلاقيات المهنة الناهية عن نشر كل ما من شأنه المس بكرامة المواطن المغربي مع العلم أن الحفل هو مسجل وليس مباشر؟ أين هي الهيئة العليا للسمعي البصري التي يكمن دورها في منع مثل هذه الأعمال من اكتساح بيوت المغاربة الذين يكفيهم ما يشاهدونه ويسمعونه في الشارع؟

الأربعاء، 19 مارس 2008


أحاديث دينية

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ “ لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة‏:‏ عيسى ابن مريم، وصاحب جريج، وكان جريج رجلا عابدًا، فاتخذ صومعة فكان فيها، فأتته أمه وهو يصلي فقالت‏:‏ يا جريج، فأتته أمه وهو يصلي فقالت‏:‏ يا جريج، فقال‏:‏ يا رب أمي وصلاتي فأقبل على صلاته فانصرفت‏.‏ فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالت‏:‏ يا جريج، فقال‏:‏ أي رب أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فقالت‏:‏ اللهم لاتمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات‏.‏ فتذاكر بنو إسرائيل جريجًا وعبادته، وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها، فقالت‏:‏ إن شئتم لأفتننه، فتعرضت له، فلم يلتفت إليها، فأتت راعيًا كان يأوي إلى صومعته، فأمكنته من نفسها فوقع عليها‏.‏ فحملت، وجعلوا يضربونه، فقال‏:‏ ما شأنكم‏؟‏ قالوا‏:‏ زنيت بهذه البغي فولدت منك‏.‏ قال‏:‏ أين الصبي‏؟‏ فجاءوا به فقال‏:‏ دعوني حتى أصلي، فصلى، فلما انصرف أتى الصبي فطعن في بطنه وقال‏:‏ ياغلام من أبوك‏؟‏ قال‏:‏ فلان الراعي، فأقبلوا على جريج يقبلونه ويتمسحون به وقالوا‏:‏ نبني لك صومعتك من ذهب، قال‏:‏ لا، أعيدوها من طين كما كانت، ففعلوا‏.‏ وبينا صبي يرضع من أمه، فمر رجل راكب على دابة فارهة وشارة حسنة، فقالت‏:‏ “ اللهم اجعل ابني مثل هذا، فترك الثدي وأقبل إليه فنظر إليه فقال‏:‏ اللهم لا تجعلني مثله، ثم أقبل على ثديه فجعل يرتضع‏"‏ فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحكي ارتضاعه بأصبعه السبابة في فيه، فجعل يمصها، قال‏:‏ ‏"‏ومروا بجارية وهم يضربونها، ويقولون‏:‏ زنيت سرقت، وهي تقول‏:‏ حسبي الله ونعم الوكيل‏.‏ فقالت أمه‏:‏ اللهم لا تجعل ابني مثلها، فترك الرضاع ونظر إليها فقال‏:‏ اللهم اجعلني مثلها، فهناك تراجعا الحديث فقالت‏:‏ مر رجل حسن الهيئة فقلت‏:‏ اللهم اجعل ابني مثله فقلت‏:‏ اللهم لا تجعلني مثله، ومروا بهذه الأمة وهم يضربونها ويقولون‏:‏ زنيت سرقت، فقلت‏:‏ اللهم لا تجعل ابني مثلها فقلت‏:‏ اللهم اجعلني مثلها‏؟‏‏!‏ قال‏:‏ إن ذلك الرجل كان جبارًا فقلت‏:‏ اللهم لا تجعلني مثله، وإن هذه يقولون لها زنيت، ولم تزن وسرقت، ولم تسرق، فقلت‏:‏ اللهم اجعلني مثلها‏"
دروس وعبر
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ إن ثلاثة من بنى إسرائيل ‏:‏ أبرص ، وأقرع، وأعمى، أراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكاً، فأتى الأبرص فقال‏:‏ أي شيء أحب إليك‏؟‏ قال ‏:‏ لون حسن، وجلد حسن ، ويذهب عني الذى قد قذرني الناس؛ فمسحه فذهب عنه قذره وأعطي لونا حسناً‏.‏ قال‏:‏ فأي المال أحب إليك‏؟‏ قال‏:‏ الإبل-أو قال البقر-شك الرواي- فأعطي ناقة عشراء، فقال‏:‏ بارك الله لك فيها‏.‏
فأتى الأقرع فقال‏:‏ أي شيء أحب إليك‏؟‏ قال‏:‏ شعر حسن، ويذهب عني هذا الذى قذرني الناس ، فمسحه فذهب عنه وأعطي شعراً حسناً‏.‏ قال‏:‏ فأي المال أحب إليك‏؟‏ قال‏:‏ البقر، فأعطي بقرة حاملاً،وقال بارك الله لك فيها‏.‏
فأتي الأعمى فقال‏:‏ أي شيء أحب إليك‏؟‏ قال‏:‏ أن يرد الله إلي بصري فأبصر الناس، فمسحه فرد الله إليه بصره‏.‏ قال‏:‏ فأي المال أحب إليك‏؟‏ قال‏:‏ الغنم، فأعطي شاة والداً‏.‏ فأنتج هذان وولد هذا، فكان لهذا واد من الإبل، ولهذا واد من البقر، ولهذا واد من الغنم‏.‏
ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال له‏:‏ رجل مسكين وابن سبيل قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد الحسن، والمال، بعيراً أتبلغ به في سفري، فقال‏:‏ الحقوق كثيرة‏.‏ فقال ‏:‏ كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيراً، فأعطاك الله ‏؟‏‏!‏ فقال ‏:‏ إنما ورثت هذا المال كابراً عن كابر، فقال‏:‏ إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت‏.‏
وأتى الأقرع، فقال له مثل ما قال لهذا، ورد عليه مثل ما ردّ هذا، فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت ‏.‏
وأتى الأعمى في صورته وهيئته، فقال‏:‏ رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري‏؟‏ فقال‏:‏ قد كنت أعمى فرد الله بصري، فخذ ما شئت ودع ما شئت، فوالله ما أجهدك اليوم بشيء أخذته لله عز وجل فقال‏:‏ أمسك عليك مالك فإنما ابتليتم، فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏ ‏

أحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ إن ثلاثة من بنى إسرائيل ‏:‏ أبرص ، وأقرع، وأعمى، أراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكاً، فأتى الأبرص فقال‏:‏ أي شيء أحب إليك‏؟‏ قال ‏:‏ لون حسن، وجلد حسن ، ويذهب عني الذى قد قذرني الناس؛ فمسحه فذهب عنه قذره وأعطي لونا حسناً‏.‏ قال‏:‏ فأي المال أحب إليك‏؟‏ قال‏:‏ الإبل-أو قال البقر-شك الرواي- فأعطي ناقة عشراء، فقال‏:‏ بارك الله لك فيها‏.‏
فأتى الأقرع فقال‏:‏ أي شيء أحب إليك‏؟‏ قال‏:‏ شعر حسن، ويذهب عني هذا الذى قذرني الناس ، فمسحه فذهب عنه وأعطي شعراً حسناً‏.‏ قال‏:‏ فأي المال أحب إليك‏؟‏ قال‏:‏ البقر، فأعطي بقرة حاملاً،وقال بارك الله لك فيها‏.‏
فأتي الأعمى فقال‏:‏ أي شيء أحب إليك‏؟‏ قال‏:‏ أن يرد الله إلي بصري فأبصر الناس، فمسحه فرد الله إليه بصره‏.‏ قال‏:‏ فأي المال أحب إليك‏؟‏ قال‏:‏ الغنم، فأعطي شاة والداً‏.‏ فأنتج هذان وولد هذا، فكان لهذا واد من الإبل، ولهذا واد من البقر، ولهذا واد من الغنم‏.‏
ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال له‏:‏ رجل مسكين وابن سبيل قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد الحسن، والمال، بعيراً أتبلغ به في سفري، فقال‏:‏ الحقوق كثيرة‏.‏ فقال ‏:‏ كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيراً، فأعطاك الله ‏؟‏‏!‏ فقال ‏:‏ إنما ورثت هذا المال كابراً عن كابر، فقال‏:‏ إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت‏.‏
وأتى الأقرع، فقال له مثل ما قال لهذا، ورد عليه مثل ما ردّ هذا، فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت ‏.‏
وأتى الأعمى في صورته وهيئته، فقال‏:‏ رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري‏؟‏ فقال‏:‏ قد كنت أعمى فرد الله بصري، فخذ ما شئت ودع ما شئت، فوالله ما أجهدك اليوم بشيء أخذته لله عز وجل فقال‏:‏ أمسك عليك مالك فإنما ابتليتم، فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏ ‏.‏
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما قال‏:‏ سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، فقالوا‏:‏ إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم‏.‏ قال رجل منهم‏:‏ اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً‏.‏ فنأى بى طلب الشجر يوماً فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً، فلبثت- والقدح على يدى- أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر والصبية يتضاغون عند قدمى- فاستيقظا فشربا غبوقهما‏.‏ اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منه‏.‏ قال الآخر‏:‏ اللهم إنه كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إلىّ ‏"‏ وفى رواية‏:‏ ‏"‏كنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، فأردتها على نفسها فامتنعت منى حتى ألمّت بها سنة من السنين فجاءتنى فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلى بينى وبين نفسها ففعلت، حتى إذا قدرت عليها‏"‏ وفى رواية‏:‏ ‏"‏فلما قعدت بين رجليها، قالت‏:‏ اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فانصرفت عنها وهى أحب الناس إلى وتركت الذهب الذى أعطيتها، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها‏.‏ وقال الثالث‏:‏ اللهم استأجرت أجراء وأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذى له وذهب، فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءنى بعد حين فقال‏:‏ يا عبد الله أدّ إلى أجرى، فقلت‏:‏ كل ما ترى من أجرك‏:‏ من الإبل والبقر والغنم والرقيق‏.‏ فقال‏:‏ يا عبد الله لا تستهزئ بى‏!‏ فقلت‏:‏ لا أستهزئ بك، فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئاً، اللهم إن كنتُ فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه،
فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏).
‏‏
وعن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحرٌ، فلما كبر قال للملك ‏:‏ إني قد كبرت فابعث إلى غلاماً أعلمه السحر؛ فبعث إليه غلاماً يعلمه، وكان في طريقه إذا سلك راهبٌ، فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه، وكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه، فشكا ذلك إلى الراهب فقال‏:‏ إذا خشيت الساحر فقال‏:‏ حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل‏:‏ حبسني الساحر‏.‏
فبينما هو على ذلك إذ أتى على دابةٍ عظيمةٍ قد حبست الناس فقال‏:‏ اليوم أعلم آلساحر أفضل أم الراهب أفضل‏؟‏ فآخذ حجراً فقال‏:‏ اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها ومضى الناس، فأتى الراهب فأخبره‏.‏ فقال له الراهب‏:‏ أي بني أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل علي؛ وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص، ويداوي الناس من سائر الأدواء‏.‏ فسمع جليس للملك كان قد عمي، فأتاه بهدايا كثيرةٍ فقال‏:‏ ما هاهُنا لك أجمع إن أنت شفيتنى، فقال‏:‏ إني لا أشفي أحداً إنما يشفى الله تعالى، فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك، فآمن بالله تعالى فشفاه الله تعالى، فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك‏:‏ من ردّ عليك بصرك‏؟‏ فقال‏:‏ ربي قال‏:‏ ولك رب غيري ‏؟‏‏(‏ قال‏:‏ ربي وربك الله، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام، فجئ بالغلام فقال له الملك‏:‏ أى بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل فقال‏:‏ إني لا أشفي أحداً، إنما يشفي الله تعالى، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب؛ فجيء بالراهب فقيل له‏:‏ ارجع عن دينك، فأبى ، فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه حتى وقع شقاه، ثم جيء بجليس الملك فقيل له‏:‏ ارجع عن دينك فأبى، فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه به حتى وقع شقاه، ثم جيء بالغلام فقيل له ارجع عن دينك فأبى، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال‏:‏ اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فقال‏:‏ اللهم اكفنيهم بما شئت، فرجف بهم الجبل فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك‏:‏ ما فعل أصحابك‏؟‏ فقال‏:‏ كفانيهم الله تعالى، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال ‏:‏ اذهبوا به فاحملوه في قرقور وتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه، فذهبوا به فقال‏:‏ اللهم اكفنيهم بما شئت، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا، وجاء يمشي إلى الملك‏.‏ فقال له الملك ‏:‏ ما فعل أصحابك‏؟‏ فقال‏:‏ كفانيهم الله تعالى‏.‏ فقال الملك إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به‏.‏ قال ‏:‏ ما هو‏؟‏ قال ‏:‏ تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع ، ثم خذ سهماً من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل‏:‏ بسم الله رب الغلام ثم ارمني، فإنك إن فعلت ذلك قتلتني ‏.‏ فجمع الناس في صعيد واحد، وصلبه على جذع، ثم أخذ سهما من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس، ثم قال‏:‏ بسم الله رب الغلام، ثم رماه فوقع السهم في صدغه، فوضع يده في صدغه فمات‏.‏ فقال الناس آمنا برب الغلام، فأتى الملك فقيل له‏:‏ أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حذرك‏.‏ قد آمن الناس‏.‏ فأمر بالأخدود بأفواه السكك فخدت وأضرم فيها النيران وقال‏:‏ من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها أو قيل له ‏:‏ اقتحم ، ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبى لها، فتقاعست ان تقع فيها، فقال لها الغلام‏:‏ يا أماه اصبري فإنك على الحق‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏
L’Espoir

'Un jour, l'âne d'un fermier est tombé dans un puits. L'animal gémissait pitoyablement pendant des heures, et le fermier se demandait quoi faire. Finalement, il a décidé que l'animal était vieux et le puits devait disparaître de toute façon, ce n'était pas rentablepour lui de récupérer l'âne.
Il a invité tous ses voisins à venir et à l'aider. Ils ont tous saisi une pelle et ont commencé à enterrer le puits.
Au début, l'âne a réalisé ce qui se produisait et se mit à crier terriblement. Puis, à la stupéfaction de chacun, il s'est tu.
Quelques pelletées plus tard, le fermier a finalement regardé dans le fond du puits et a été étonné de ce qu'il a vu.
Avec chaque pelleté de terre qui tombait sur lui, l'âne faisait quelque chose de stupéfiant. Il se secouait pour enlever la terre de son dos et montait dessus.
Pendant que les voisins du fermier continuaient à pelleter sur l'animal, il se secouait et montait dessus.
Bientôt, chacun a été stupéfié que l'âne soit hors du puits et se mit à trotter!'La vie va essayer de vous engloutir de toutes sortes d'ordures. Le truc pour se sortir du trou est de se secouer pour avancer.
Chacun de nos ennuis est une pierre qui permet de progresser. Nous pouvons sortir des puits les plus profonds en n'arrêtant jamais... Il ne faut jamais abandonner!
Secouez-vous et foncez! Rappelez-vous les cinq règles simples!Pour être heureux:
1. Libérez votre cœur de la haine.
2. Libérez votre esprit des inquiétudes
3. Vivez simplement.
4. Donnez plus.
5. Attendez moins.
A ne jamais oublier, surtout dans les moments les plus sombres.

Merci d'être là...

Ce texte m'a été envoyé, je l'ai trouvé beau, que je n'ai pas pu le garder pour moi et j'ai voulu le partager à mon tour avec vous.
Alors, soyons tous déterminés pour la réussite dans notre vie

الاثنين، 17 مارس 2008

المتعاطيات للدعارة ينشرن الفيروس الفتاك في المغرب

مرضى السيدا يموتون، ينقلون العدوى، يبيعون الداء لمحبي الهوى في صمت

إن الحديث عن السيدا كوباء يتهدد حياة المغاربة، لا يحتاج إلى يوم في السنة لتذكير المواطنين بمدا خطورته، بل يحتاج إلى وقفة متأنية للواقع الذي نعيشه والذي من فرط التفسخ الأخلاقي الذي أصبحنا نلمسه في مدننا المغربية، وأصبح الناس يتكلمون عنه ويقرأونه يوميا في صفحات الجرائد والمجلات، والذي يجعل السيدا كمرض خفي فتاك ينقل بالدرجة الأولى جنسيا يتعايش مع المغاربة ولكن لا يشعرون به، فالإحصائيات تشير إلى أن معدل الإصابة بهذا الفيروس هو في تصاعد مستمر والجمعيات المكلفة بالتوعية حملاتها لا تقتصر على جل المرضى، الذين يبقى النبذ المجتمعي مصيرهم المحتوم في حالة إذا اكتشف المجتمع إصابتهم، لهذا فأغلب المصابين يفضلون السكوت والاستمرار في نقل المرض في صمت.

حسب التقرير السنوي المشترك لبرنامج الأمم المتحدة حول داء السيدا، فإن عدد المصابين والحاملين للفيروس بالمغرب ارتفع من 18 ألف سنة 2006 إلى 22 ألف سنة 2007، وأكد هذا التقرير أن من بين أكثر الطرق نقلا للمرض، هو الاتصال الجنسي، كما أن المعلومات المتوفرة تفيد أن 40 بالمائة من المصابين بالسيدا أو الحاملين للفيروس هم نساء وأكثر من 24 بالمائة منهن يمتهن الدعارة، علما أن نسبة المصابين بسبب العلاقات الجنسية تمثل 74 بالمائة من مجموع مصابي المغرب المعلن عنهم.
فقد انتشرالداء بسرعة في مختلف البلدان دون احترام لأي حدود فالتشجيع الكبيرللدول على توافد السياح على بلدانها، والحب الكبير الذي يحظى به قاطنوا الدول المتقدمة من قبل سكان البلدان المتخلفة، طمعا في الحصول على فرصة للعمل أو غير ذلك جعل من اليسير على السيدا أن تنتشر بشكل تدريجي ، وبطرق مختلفة شرعية وغير شرعية.
وفي المغرب ظهرت أول حالة سنة 1986، ثم تزايدت الحالات حتى أصبحت الأرقام تخيف من فرط عدد المغاربة المصابين بالداء.
وهذا الفيروس كما يشير الأطباء يضعف الدفاعات المناعية عند الإنسان و يفتح الباب أمام الأمراض الانتهازية، و يبلغ عدد المصابين به في العالم حوالي 40 مليون شخص حسب "تقرير الهيئات العاملة في مجال السيدا لسنة 2005 ".
و هو متلازمة القصور المناعتي المكتسب وهو يصيب الآدميين و يتميز بتضعيفه للمناعة البشرية مما يجعل صاحبها عرضة لجميع الأمراض، أول حالة منه ظهرت سنة 1981 في كالفورنيا بأميريكا و في نفس السنة تم التأكد من أنه معد و أنه ينتقل عن طريق الجنس و الدم، لتتواصل الأبحاث إلى أن اكتشف الفيروس المسبب له سنة 1983 في معهد لويس باستور في فرنسا . و يواصل هذا الفيروس عملية فتكه بالبشرية محطما جميع الأرقام القياسية من قتل و تدمير و إعاقة لمجهودات الهيئات و المنظمات الدولية العاملة في قطاع الصحة...
وفي ظل عجز البحوث على إيجاد علاج شاف أو لقاح فعال في المتناول للقضاء على هذا الوباء فإن عدد ضحاياه هو في تزايد والمغرب هو من ضمن البلدان التي سكنتها السيدا. وتعد الفئات الأكثر تعرضا للإصابة به هي فئة الشباب و المهاجرين وممارسي الدعارة و مستخدمي المخدرات عن طريق الحقن، والسجناء وهي فئات يجهل مدى انتشار المرض وسطها، فالأرقام والإحصائيات تبقى غير دقيقة بنظر المتتبعين، لهذا الملف الشائك، فبرأي المختصين يبقى عدد المعرضين لعدوى الأمراض المنقولة جنسيا والمقدر عددهم بحوالي 600 ألف حالة جديدة، وهم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بهذا الفيروس الفتاك.
ومن ضمن الأسباب التي تساهم في نشر السيدا بمجتمعنا، نذكر الهجرة السرية، من دول الصحراء الإفريقية، التي أصبحت حاليا أمرا يثير كثيرا من الجدل ، خاصة العدد الهام للمهاجرين الأفارقة الغير الشرعيين في المغرب، وبالأخص النساء اللواتي تفرض عليهن ظروف العيش القاسية، ممارسة الدعارة مقابل أجور زهيدة، الأمر الذي أصبح فعلا يطرح علامات استفهام على مدا تأثير ذلك على صحة المواطنين الذين يشترون المرض الفتاك بأبخس الأثمان.


الفساد الأخلاقي السبب الرئيسي في انتشار السيدا

اعتبارا لوجود عدد مهم من المومسات المصابات بالسيدا والحاملات للفيروس، يعرضن أجسادهن سلعة للبيع على الرصيف يوميا، وعلى اعتبار أن الإقبال على هذه السلعة الرخيصة قد فاق العرض، فالمتتبعين لهذا الملف يتحدثون عن كارثة صحية، لم تسببها الحرب، أو الطبيعة وانما سببها الإنسان بوعي أو بدون وعي. لأن هذا الوباء كما يِؤكد على ذلك الأخصائيون هو ينتقل بالدرجة الأولى جنسيا، أي عن طريق العلاقات الغير شرعية، فبحسب الإحصائيات الرسمية لسنة 2006، وصل عدد حالات الإصابة بالفيروس في المغرب، إلى 2080 حالة بعد أن كان يفوق 1990 حالة خلال شهر مارس 2006، وبذلك تم تسجيل زيادة 90 حالة جديدة، أي بمعدل 13 حالة في كل شهر، علما أن عدد الحاملين للفيروس بالمغرب، حسب المعطيات المتوفرة إلى حد الآن يتجاوز 20 ألف شخص، وهذا يعني بأن هناك آلاف مغربي ومغربية، يحملون السيدا وأغلبهم من النساء، إذ نسبتهم ضمن المصابين تفوق 58 في المائة، كما أن حالات الإصابة وحمل الفيروس، تتكاثر في صفوف الفئة العمرية ما بين 30 و40 سنة.
لكن ما يحز في القلب ليس العدد المخيف للمصابين، وانما تعمد نشر الفيروس عن طريق ممارسة الدعارة فحسب مصابة بسيدا فإن المصابات يؤكدن بأنهن يتعمدن نقل العدوى إلى زبائنهن، لا لشئ إلا انتقاما من الظروف والأقدار التي جعلت أجسادهن سلعة لتحقيق المتعة لأناس لا يتكلمون إلا بلغة الجسد.
وفي هذا الصدد قالت نادية بزاد رئيسة المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا بالمغرب في إحدى حوارتها، أن على الأزواج أن يقوا أنفسهم بالإخلاص في العلاقات الزوجية، وهي تحمل مسؤولية انتشار السيدا إلى كل الأطراف، بدءا من الأشخاص إلى الدولة على اعتبار أنه إذا كان من الناس من يتسبب في إصابته عمدا فإن نسبة من النساء اللواتي يتعاطين الدعارة هن فئات اجتماعية تعيش الفقر والحرمان، فمنهن المطلقة والأرملة، كما أن على الحكومة تحمل مسؤوليتها تجاه الشباب وحل معضلة البطالة لتمكينهم من الزواج. وأشارت إلى أن نسبة الإصابة بالفيروس نتيجة العلاقات الجنسية تمثل 47 بالمائة من مجموع الإصابات،
مؤكدة على دور الإسلام في الوقاية من هذا المرض الخطير.
فالدين الإسلامي يدعوا إلى الإخلاص في العلاقات الزوجية باعتبار أن الزنا محرم تحريما قطعيا، لذا فإن الحديث عن العازل الطبي وتوزيعه يعتبره البعض من بين الأفكار الغير مقبولة في مجتمعنا الإسلامي.
وفي هذا الإطار عملت العصبة المغربية للوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا، على تكوين وعاظ تابعين لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للتوعية دينيا بهذا الداء، وذلك بتنسيق مع الجمعيات التي تواكب تطوره منذ سنوات .

تقارير تنذر بالخطر
مما لا شك فيه أن عدد المصابين بالسيدا هوفي تزايد مستمر،فقد أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 137 حالة إصابة جديدة بالسيدا برسم سنة 2007، مقابل 291 حالة إصابة جديدة سنة 2006، منهم 61 بالمائة ذكور و39 بالمائة إناث، وفيما يخص التوزيع الجغرافي والمجالي، فإن 83 بالمائة من الحالات توجد بالوسط الحضري و12 بالمائة، بالوسط القروي، واحتلت جهة سوس ماسة المكانة الأولى باحتضانها لأكبر نسبة من المصابين بالسيدا والحاملين للفيروس بـ 21 بالمائة تلتها الدار البيضاء وجهة مراكش بـ 15 بالمائة لكل واحدة منهما، ثم جهة الرباط سلا زعير بنسبة 9 بالمائة.
ويبدو أن أكادير هي الأكثر تضررا من غيرها فقد سجلت برسم سنة 2007 ، 137 حالة جديدة بحسب وزارة الصحة إنضافت إلى أكثر من 290 حالة تم إقرارها في السابق، إضافة إلى مراكش والدار البيضاء وذلك راجع بحسب العارفين إلى معظلة السياحة الجنسية التي أصبحت مدننا المغربية مرتعا خصبا لها خاصة التي تعرف رواجا سياحيا ملحوظا.
والأطفال الأبرياء لهم نصيب كذلك من الإصابة، فحسب الإحصائيات الرسمية هناك 110 من الأطفال مصابين بهذا الداء، وأغلبهم حملوه عن طريق الأم المصابة، لكن غالبا ما يتم ذاك عن طريق الأب، كما هو الحال في بلادنا، وحسب وزارة الصحة فإن نسبة الانتشار الوبائي بين الحوامل وصلت إلى 0.03 في المائة، أما نسبة انتقال الوباء بين الولادات الجديدة، قد تصل إلى 25 في المائة. ويظل الشباب الفئة الأكثر عرضة لهذا المرض فهم يمثلون أكبر نسبة في صفوف المصابين لا سيما الفئة العمرية المتراوحة بين 22 و35 سنة.
ومن جهة ثانية فإن جل التقاريرالتي ترصد عدد المصابين بالسيدا في العالم تنوه بالمجهودات التي تبدلها الجمعيات المغربية، ونذكر على سبيل المثال، " الجمعية المغربية لمكافحة السيدا"، الذي قامت بإعداد برنامج سيدا كسيون سنة 2005 الذي مكن من الإستفادة من أكثر من 15 مليون درهم في إطار الحملة التي غطتها القناة الثانية. كذلك نذكر "جمعية النهار لمرض فقدان المناعة"، و"جمعية شباب ضد السيدا "وجمعية الشارة الحمراء"، وتستفيد مجموعة من الجمعيات من دعم مالي، تقدمه هيئة الأمم المتحدة يقدر بملايين الدولارات، غير أنه يعاب على هذه الجمعيات اقتصارها على المدن دون القرى، وبأنها لم تستطع لحد الآن من وضع استراتيجية تدمج المصابين بهذا الوباء الخطير في المجتمع، والدليل بأن المرض يزيد انتشارا.
ونفس الملاحظة تنطبق على الإحصائيات التي تقدمها هذه الجمعيات، فرغم أنها تدق ناقوس الخطرلما تحمله في طياتها من أرقام مخيفة، لكنها مع ذلك لا تعطينا الرقم الحقيقي الذي حصدته السيدا في مغربنا، فجل الجمعيات تنادي بشعار الوقاية خير من العلاج، بمعنى استعمال العوازل الطبية، إلا قلة من الجمعيات التي تدعو إلى التحلي بقيم الدين الإسلامي الذي يحرم الزنا، والشذوذ وغيرها من الكبائر التي استفحلت في مجتمعنا.
فبدل أن نشجع الشباب على استعمال الواقي الذكري، كوسيلة ناجعة لتجنب الإصابة بهذا الداء، نشجعهم على الزواج في إطاره الشرعي، ونحفز المتزوجين على الإخلاص في علاقاتهم الزوجية، ويجب على الدولة كذلك أن تتحمل قدرا من المسؤولية،من خلال توفير فرص شغل لشبابنا الذي أصبح ضائعا بين بائعي الهوى ويشتري المرض منهم بأرخص الأثمان.
وإذا كانت الجمعيات تتلقى الدعم من قبل المنظمات الدولية أو من قبل الدولة أو من قبل المحسنين، فإن العديد من المتتبعين يتسألون عن مصير هذه الأموال، وهذا ما دفع بعض الأصوات إلى التنديد بما نعتوه بـ "بيزنيس السيدا المربح".

توعية فاشلة

وفي هذا الصدد، نهجت بعض الجمعيات، شكلا جديدا في التوعية بخطر السيدا، وذلك من خلال استقدام فنانين، وفنانات من خارج المغرب، ليس بالمجان، بل بمبالغ كبيرة، تهدر بسبب أن هؤلاء الفنانين مشهورون وحضورهم للمغرب سيساهم في التعريف بالجمعية و بحجم المرض وبالتالي توعية الناس به، في الوقت الذي يتهافت فيه المواطنون ليس على إجراء التحاليل، والتعرف على النتائج، بل على رؤية الفنان، وهنا يطرح السؤال، هل بالفعل هذه هي التوعية التي يحتاجها المواطن المغربي؟ أخدا بعين الإعتبار نسبة الأمية التي ما زال جل المغاربة غارقين فيها، وهنا نتحدث عن الأمية الجنسية، التي جعلت الكثيرين يذهبون ضحية نزوة عابرة، كلفتهم حياتهم.
ويتساءل الناس من جدوى الأموال التي تمنح لهذه الجمعيات والتي تذهب هباءا منثورا في جيوب الفنانين الذين ترتسم الفرحة في وجوههم في الوقت الذي يموت فيه المصابون بداء السيدا في صمت؟ بدل أن تصرف في شراء الأدوية، والعلاجات للمرضى الفقراء، فالتوعية الحقيقية هي أن تكون كل الأطراف مشاركة فيها دولة، جمعيات، وسائل إعلام ومواطنين، فبدل أن تصرف الملايين على برامج لا طائل منها، يشاهدوها المواطنون ولا تحدث فيهم أثرا، يمكن صرفها في برامج توعوية على شاشة القناتين، ولا تقتصر هذه البرامج على يوم واحد في السنة، بل تكون طيلة السنة، لكي يكون لها أثر إيجابي في تغيير سلوك المواطنين.
ومهما يكن فالأرقام المعلن عنها لا تعكس الواقع الحقيقي لإنتشار فيروس السيدا، والدليل هو أن ممارسات الدعارة يحملن الفيروس منذ سنوات، ولم يتوقفن عن فسادهن بل ينقلن العدوى في صمت، ويتلددن بنشر المرض وهذا يحدث على مرأى ومسمع الجميع ولكن لا أحد يحرك ساكنا.


الخميس، 13 مارس 2008

الاثنين، 10 مارس 2008


فيروس الفقر يهدد المغاربة في ظل غياب العلاجات الفعالة لمكافحته

...خمسة مليون مغربي يعيشون تحت وطأة، الجوع، التهميش، الأمية، المديونية، البطالة


اتسعت دائرة الفقر في المغرب، وأضحت الفوارق الطبقية بين مختلف شرائح المجتمع، أمرا مقلقا ومثيرا للجدل، كيف لا وجزء كبيرمن ثروات بلادنا يذهب إلى فئات قليلة، وإلى الهذر بمختلف أشكاله، في الوقت الذي تظل فيه الطبقة الكادحة بجميع مستوياتها غارقة في أزمات لا حصر لها، وفي ظل غياب علاج فعال لهذا الوباء الذي ينخر في جسد المغاربة، تبقى علامات الاستفهام مطروحة حول استراتيجية الحكومة الحالية لمواجهة هذه المعظلة.

إذا كان المغرب بلد عريق غني بثرواته الطبيعية وبخيراته الفلاحية والبشرية، الأمر الذي يجعله قبلة للسياح الأجانب الذين ينبهرون بكرم المغاربة وبحسن استقبالهم، بحيث أصبح الأجنبي يشعر بأن المغرب فعلا بلده الثاني من فرط المعاملة التي يحظى بها. في الوقت الذي تجد فيه المواطنين المغاربة، يتذمرون من الأوضاع المزرية التي يعيشونها، والتي تجعل غالبيتهم يفكر في مغادرة التراب الوطني إما بطريقة شرعية، أو بخوض تجربة الهجرة السرية. مفارقة غريبة، أجانب يدفعون المال لرؤية المغرب وتمتع بطبيعته الخلابة، ومغاربة يدفعون أرواحهم وأموالهم وأدمغتهم للهرب إلى الضفة الأخرى.
فلا أحد ينكر بأن الفقر كوباء ينخر في جسد البلاد، ففي ظل العصر المعولم بتجلياته الفكرية والثقافية والعلمية، أسفرعن نتائج عويصة تعاني منها كل البلدان النامية، والمغرب من بينها، ففي هذا العصر الهوة تتسع بشكل ملحوظ بين الفئات الأكثر فقرا والفئات الأكثر غنا.

الفقرقراطية
يتحدث بعض الباحثين عن ما يسمى بالفقرقراطية، وهي أعمق من الفقر لأن الفقر هو حالة يمكن تغييرها بوضع مخطط قوي وواضح لمحاربتها، أما الفقرقراطية فهي عبارة عن مجموعة من الآليات والممارسات الممنهجة لاستدامة الفقر عبر مسلسل الاستحواذ على خيرات وثروات البلاد واحتكار ثمرات التنمية وتحميل الفئات الفقيرة عبء تمويل الميزانية العامة. بالإضافة إلى أن الفقر في المغرب يعتبرونه فقرا مركبا يتضمن الحرمان من جملة من المقومات الأساسية للحياة، سكن غير لائق، طعام غير كافي، رعاية صحية ضئيلة، وهذا الفقربنظرهؤلاء الباحثين ، لا يعود إلى كون ثروات البلاد قد تراجعت بل بالعكس، الخيرات التي يتوفر عليها المغرب هي قادرة على أن تجعله يساير ركب التنمية والتقدم، ولكن حسن استغلال هذه الثروات وتوزيعها بشكل عادل هومربط الفرس، فاختلال ميزان العدالة الاجتماعية بشكل مفضوح، وتكريس الحيف تجاه الطبقات الكادحة، وسوء تدبير المال العام، وتشجيع تهريب الأموال إلى الخارج من طرف أقلية تنعم بخيرات البلاد وتستغلها أبشع استغلال هو الذي يساهم في استنزاف اقتصادي، وبالتالي حيف اجتماعي ضحيته شرائح مجتمعنا التي تعاني في صمت، رغم ثقل الأعباء عليها سواء كانت الشريحة المعنية تحت عتبة الفقر، بمعنى لا تستطيع توفير الحاجيات الضرورية من مأكل ومسكن وغيره، أو كانت شرائح فوق عتبة الفقر، أي الشرائح الغارقة في دوامة الاقتراض من الأبناك والصراع من أجل الحفاظ على مستوى معين في العيش رغم أن ذلك يجعلها غارقة كذلك في المديونية.
هذه الأسباب و غيرها هي التي تجعلنا نتحدث عن الفقرقراطية.

محاربة فيروس الفقر في المغرب


عملت الحكومات المتعاقبة، على وضع مخطط وتحديد ميزانيات وإنفاق الأموال للتصدي لفيروس الفقر.
فقد خصصت السلطات المغربية ثلاثة مليارات درهم لمكافحة الفقر في ا في المغرب في العام 2008 . فلا أحد ينكر المجهودات التي تقوم بها الدولة في مجال محاربة وطرد شبح الفقر.
فقد كانت أول خطوة لذلك هي فتح نظام القروض الصغرى مع أوائل التسعينات، كما ظهرت مؤسسة محمد الخامس للتضامن سنة 1999، والتي وضعت في أولى اهتماماتها خدمة الفقراء، من خلال شعارها "لنتحد ضد الحاجة" ، كما أن الجمعيات المهتمة بالمجالات الاجتماعية، عبرت عن دعمها لبرنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها المغرب في سنة 2005 والتي يهدف من خلالها إلى تحسين ظروف المعيشة في 360 منطقة ريفية و250 حيا حضريا تعتبر الأفقر والأشد تهميشا في المغرب.
وخلال الفترة 2005-2007 استفاد ثلاثة ملايين شخص من 12 ألف مشروع صغير اجتماعي-اقتصادي انجزت في هذه المناطق. وتساهم الدولة بنسبة 60 بالمئة في تمويل البرنامج الذي يستفيد أيضا من تمويل جهات أجنبية.
وبالرجوع إلى التقرير الصادر عن البنك الدولي، نهاية عام 2004، نجده،اعتبر بأن المؤشر الرقمي المغربي للفقر يصل الى نحو 17% من إجمالي سكان المغرب، ويختلف هذا المؤشر بين المدن والأرياف
وأوضح التقرير،أن الأرياف هي الأكثر فقرا، إذ أن معدل الدخل السنوي يقارب 3037 درهما، في حين يصل المعدل السنوي للدخل بالمدن إلى 3922 درهما.
واعتمد التقرير في توصله إلى هذه النتيجة على دراسات أنجزت حول الاستهلاك المنزلي عام 2001 وتقديرات المندوبية السامية للتخطيط بالمغرب لنفس العام.
ولاحظ التقرير وجود فوارق بارزة بين البلديات والجهات من حيث معدلات الفقر، ويصل المعدل الإجمالي للفوارق بين المحافظات إلى 29% إذا ما تم احتساب ساكني القرى فقط، وينخفض إلى 18% إذا ما أضيف إليهم سكان المدن
كما توقع تراجعا في معدل الفقر في السنوات المقبلة، استنادا إلى تحسن معدل النمو بالنسبة للناتج الداخلي الاجمالي وخاصة في القطاع الزراعي، إذ حقق في الفترة الفاصلة ما بين عام 1999 و2003 نسبة بالمائة 4
أما حسب ما توصلت إليه المندوبية السامية للتخطيط فالفقر يعتبر ظاهرة قروية، من خلال البحوث التي قامت بها .والخريطة الأولى التي أنجزتها عن الفقر أوضحت بأن 50 بالمئة من الجماعات القروية تعرف نسبة فقر بين سكانها أعلى من 20 بالمائة، وأن نسبة الفقر بالبوادي تعادل 3 مرات نسبته بالتجمعات الحضرية، كما أن ظاهرة الفقر تصيب بالأساس فئات النساء والأطفال والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة.

رقعة الفقر في المغرب تزيد اتساعا بسبب الغلاء

إن تصاعد حدة الإضرابات التي تقوم بها تنسيقيات مناهضة الغلاء، بسبب الإرتفاعات المفاجئة في أسعار المواد الغدائية، خيردليل على أن كيل المواطن قد طفح من فرط التعامل السلبي للحكومة مع هذا الملف الحساس وهو ملف الزيادة في أسعار المواد الغدائية التي تضرب جيب المواطن المغربي، فرغم الإنتظارات التي تحمل في طياتها بشرى الأمل في الحكومة الحالية على أن تجد حلا لهذه الأزمات التي يعد الفقر هو سببها، ليس الفقر المادي فحسب بل حتى الفقر المعنوي والفكري، هذا الفقر الذي تكون نتائجه وخيمة على النفسية المغربية التي تعاني الإحباط والتذمر من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، التي تطرح علامات استفهام حول حلها .
فمن خلال نتائج البحث الوطني لمستوى عيش الأسر بالمغرب انتقل معدل الفقر النسبي من 56 بالمائة بين سنتي 1959 و1960 م إلى 13.7 بالمائة في أوائل الألفية الثالثة، غير أنه حسب النتائج التي توصل بها نفس البحث فإن السنوات الأخيرة قد شهدت عودة قوية للفقر إذ أصبح عدد الفقراء في المغرب يفوق 5 ملايين فرد، و4 ملايين من المغاربة تعيش تحت عتبة الفقر، كما توصلت نفس الدراسة إلى أن 25 بالمائة من المغاربة تعاني ضعفا اقتصاديا كبيرا، أي أن معدل الإنفاق السنوي لهذه الفئة يقل عن 4500 درهم.
وقد انعكست الزيادات التصاعدية في أسعار المواد الأساسية في السوق الدولية، وتنامي معدلات التضخم في معظم الدول التي تستورد منها الرباط حاجاتها من السلع، ارتفاعاً قياسياً على أسعار السلع الغذائية في السوق المغربية، وشمــلت الزيـادات بصـورة خاصة المواد الغـذائية المدعومة من الدولة، مثل زيوت الطــعام والمعجنات والـزبدة والألبان والسكر وغـيرها،ما دفـــع بقــية السلع والخـدمـات نحو الارتفاع متجاوزة معدل التضخم الذي بلغ متوسطه 3.2 في المئة.
وبحسب ما نشرته صحيفة " الحياة" فقد بلغ العجز في «صندوق المقاصة» الذي يدعم خمس سلع غذائية نحو 24 بليون درهم في مقابل 20 بليون درهم نهاية عام 2007، وأضافت الصحيفة بأن وزارة الشــؤون الاقتصــادية تــدرس مع أطــراف أخــرى كيفــية تركيز نفقات الصندوق على الفئات الأكثر فقراً داخل المجتمع، بسبــب عجزها عن مجاراة الزيادات المتتالية في الأسعار، والتي تتحكم فيها الأسواق العالمية ، وقالت بأن الحكومة تتجه نحو التحرير التدريجي للسلع المدعومة، وتدرس إمكان زيادة الأجور كتعويض عن تحرير الأسعار. ويتوقع ان تقدم الحكومة إلى النقابات العمالية، عروضاً في شأن زيادة الأجور منتصف الشهر الجاري، في إطار الحوار الاجتماعي. هذا وقد أشارت " الحياة" إلى العجزقد ارتفع في الميزان التجاري إلى 1.5 بليون دولار في الشهر الاول من العام الجاري، بسبب ارتفاع مشتريات المغرب من الطاقة والمواد الغذائية، وبخاصة القمح بمعدل 60 في المئة، حيث ارتفع سعر النفط الخام من 3230 درهماً للطن إلى 5230 درهماً، وازدادت قيمة واردات السلع الغذائية 130 في المئة، لتصل إلى 23 بليون درهم بزيادة خمسة بلايين عن الشهر الأول من عام 2007.
الأمر الذي يستدعي استراتيجية واضحة المعالم للتقليص من حدة الفقر، والتي تزيد وضعيته استفحالا في عصر العولمة والإكراهات التي يواجهها المغرب الذي عليه الحفاظ على التوازنات الماكرواقتصادية، وعليه ضمان مناصب شغل للشباب العاطل عن العمل، وعليه أن يحد من السكن العشوائي في إطار شعار وزارة الإسكان مدن بدون صفيح، وعليه أن يخلق منظومة تعليمية قادرة على مواجهة التحديات العالمية... إكراهات كلها تصب في واد الفقر وبمعالجتها نكون قد استبشرنا خيرا في المستقبل، وضمنا التحاق المغرب بركب الدول المتقدمة.



في تصريح للمحلل الاقتصادي أديب عبد السلام حول موجة الغلاء التي تكتسح المغرب.

"أكثر المجموعات معاناة من الفقر نتيجة موجات الغلاء هم النساء والأطفال"

أن الغلاء الذي يشهده المغرب حاليا والذي بدأ يتفاحش منذ أكثر من سنة ونصف خصوصا مع التعديلات الضريبية الواردة في القانون المالي لسنة 2006، والذي بلغ اليوم حوالي 5 % على أدنى تقدير، يفضح السياسات الاقتصادية والاجتماعية، كما يشكل محور الأزمات التي تعيشها الطبقة العاملة وعموم الكادحين من تدهور القدرة الشرائية وتفاقم حدة البطالة، وتدهور الأوضاع الاجتماعيةـ وانتشار السرقة والدعارة والرشوة وكافة مظاهر الخداع والغش الضريبي ونهب المال العام...، كما تشكل من جهة أخرى نافذة على تفاقم المديونيتين الداخلية والخارجية، وعجز التوازنات الداخلية والخارجية بالإضافة إلى تفشي حالة الكساد....
إن الزيادات الصاروخية التي تحدث في أسعار المواد الغذائية تؤدي إلى تأثيرات ذات نتائج عكسية على كمية ونوعية المواد التي تستهلكها الأسر الفقيرة، خاصة وأن ما يزيد عن ثلثي قيمة الإنفاق العائلي لدى شرائح الدخل المنخفضة يذهب لشراء المواد الغذائية، ومعلوم أن مستوى الاستهلاك الأسرى في بلادنا قد عرف انحدارا فضيعا خلال السنتين الأخيرتين نتيجة موجات الغلاء المتلاحقة الشيء الذي يؤثر سلبيا على مستوى الطلب الداخلي وبالتالي على مستوى الناتج الداخلي الإجمالي.
ويظهر أن أكثر المجموعات معاناة من الفقر هم النساء والأطفال الذين يعيشون في ظروف صعبة تتمثل في سوء التغذية والتعرض للأمراض وقلة الفرص المتاحة أمامهم للتعلم واضطرارهم للعمل في سن مبكرة. فالأمية لا زالت تراوح مكانها بحيث تشمل ما يقارب من نصف المغاربة، وهو ما يشكل عائقا كبيرا أمام ارتقاء أوضاع المغاربة. كما تتضاءل نسبة التمدرس ومواصلته.
ويحدث الغلاء تأثيره على ساكنة بؤر الفقر في ضواحي المدن وخصوص المدن الداخلية وعلى سكان الدواوير والقرى المحيطة بها. كما أن للغلاء وقع شديد على سكان البوادي من الفلاحين الفقراء الذين لا يملكون أية بقع أرضية، أو من يملكون بقع زراعية صغيرة وأيضا على العمال الزراعيين.
فالغلاء يزيد من معاناة الوسط القروي الذي يأوي حوالي 75 % من الفلاحين الفقراء على المستوى الوطني والذي يعاني من تراكم كبير في التخلف مقارنة بالوسط الحضري نتيجة التهميش الذي لا زال يعاني منه، خصوصا على مستوى موارد الميزانية العامة.
أما في المدن فيؤثر الغلاء على القوة الشرائية لمداخيل عمال الصناعة والخدمات وشرائح واسعة من موظفي الإدارات العمومية ، كما يؤثر على بعض من يعملون لحساب أنفسهم في القطاعات الهامشية، وعلى الخصوص على العمال غير المهرة. كما يؤثر الغلاء على شرائح عريضة من الفقراء والأرامل والمسنين والمرضى والمعوقين ومن يعيشون على الإعانات والتحويلات ورواتب التقاعد والإعانات الاجتماعية المنخفضة.












الجمعة، 7 مارس 2008

القدس

بكيت.. حتى انتهت الدموع
صليت.. حتى ذابت الشموع
ركعت.. حتى ملّني الركوع
سألت عن محمد، فيكِ وعن يسوع
يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء
يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء
يا قدسُ، يا منارةَ الشرائع
يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع
حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول
يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول
حزينةٌ حجارةُ الشوارع
حزينةٌ مآذنُ الجوامع
يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد

من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القيامة؟
صبيحةَ الآحاد..
من يحملُ الألعابَ للأولاد؟
في ليلةِ الميلاد..
يا قدسُ، يا مدينةَ الأحزان
يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفان
من يوقفُ العدوان؟
عليكِ، يا لؤلؤةَ الأديان
من يغسل الدماءَ عن حجارةِ الجدران؟
من ينقذُ القرآن؟
من ينقذُ الإنسان؟
يا قدسُ.. يا مدينتي
يا قدسُ.. يا حبيبتي
غداً.. غداً.. سيزهر الليمون
وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والزيتون
وتضحكُ العيون..
وترجعُ الحمائمُ المهاجرة..
إلى السقوفِ الطاهره
ويرجعُ الأطفالُ يلعبون
ويلتقي الآباءُ والبنون
على رباك الزاهرة..
يا بلدي..
يا بلد السلام والزيتون

نزار قباني



إغضبْ كما تشاءُ..
واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ
حطّم أواني الزّهرِ والمرايا
هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا..
فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ..
كلُّ ما تقولهُ سواءُ..
فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي
نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا..
إغضبْ!
فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ
إغضب!
فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ..
كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً..
فإنَّ قلبي دائماً غفورُ
إغضب!
فلنْ أجيبَ بالتحدّي
فأنتَ طفلٌ عابثٌ..
يملؤهُ الغرورُ..
وكيفَ من صغارها..
تنتقمُ الطيورُ؟
إذهبْ..
إذا يوماً مللتَ منّي..
واتهمِ الأقدارَ واتّهمني..
أما أنا فإني..
سأكتفي بدمعي وحزني..
فالصمتُ كبرياءُ
والحزنُ كبرياءُ
إذهبْ..
إذا أتعبكَ البقاءُ..
فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ..
وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني..
فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ..
فأنتَ في حياتيَ الهواءُ..
وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ..
إغضبْ كما تشاءُ
واذهبْ كما تشاءُ
واذهبْ.. متى تشاءُ
لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ
وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ...